الجمعة، 18 يوليو 2008

سلسلة أنفاس الغضب (كسر الصنم)







أنفاس الغضب

.

البيان الرابع

.

كسر الصنم

________________________________
_________________

.

إن العقل الإنسانى لأى فرد لا يخلو من أصنام يقبع الفرد خاضعا فى محرابها ....!!

ولا يمكن لأى مبدع ان يقوم بإبداعه إلا اذا حطم هذه الاصنام التى تقف كقيد ضد جموح الفكرة وعصف الخواطر الثائرة على كل مألوف

..

ولكنى سالت نفسى سؤالا حيرنى أشد الحيرة لماذا يخضع العقل وهو القوة المفكرة لماذا يخضع للثوابت والاصنام التى لا تتبدل بل ويبحث عنها

لماذا....؟!

فوجدت ان العقل يبحث عن تلك الثوابت الصنمية ويخضع لها حتى يريح فكره من ألم الفكرة

ويرحم ذهنه من معاناة الخواطر القوية

مما يجعله يسلم بأشياء باطلة حتى يريح نفسه من مكابدة البحث عن الحق والحقيقة

وأنا الان ساعرض بشئ من الايجاز لاشكال هذه الأصنام

..

أولا \ صنم العقائد الفاسدة:..........

إن الهندوسى الذى يسجد لبقرة رغم غزوه الفضاء ودخوله حقل القنبلة النووية

ومع ذلك التقدم الباهر إلا انه لا يقف للحظة ليسأل نفسه

هل تلك البقرة المستكينة يمكن ان تكون إلها ؟؟!!

وكذلك النصرانى الذى يؤمن بأن الاب والابن والروح القدس إله واحد

فاذا سالته هل هم واحد ام ثلاثة يقول لك هم ثلاثة لكنهم واحد

والعجب ان اعظم العقول الرياضية مثل ديكارت او راسل وغيرهم كانوا نصارى شديدى الايمان

لماذا استسلموا لتلك الفكرة الفاسدة عقليا ؟؟!

ببساطة لأنهم ركعوا وخضعوا لصنم العقيدة

ان الفرد من اصحاب تلك العقائد اذا ناقشته فى دينه واثبتّ خطئه يكره الكلام معك ويتحاشاك لا لشئ إلا لانه يخشى من ان يكتشف حقيقة الصنم مما سيضطره الى عناء البحث عن الحقيقة وهو غير مستعد لذاك العناء ولذلك يعمل بقاعدة ليبقى الوضع على ما هو عليه

.

ثانيا \ صنم الفكرة :.......


وهذا الصنم يخضع له اولئك الذين إعتنقوا أفكارا ينكرها كل عقل


وخير مثال لذلك اصحاب فكرة الشيوعية الكاملة التى هى نقيض الطبيعة الانسانية تماما


حيث تقوم على إنهاء الامتلاك الذى هو جزء من غريزة الانسان وطبيعته


ترى بوضوح رغبة الإمتلاك فى الطفل الذى يغار من اخيه على امه


ومن المحب على محبوبه ومن صاحب البيت والضيعة والمال


لان رغبة الامتلاك جزء من انسانيتنا


ومع ذلك لا زلنا نرى كثيرامن هؤلاء يظلون ويحيون ويموتون وهم معتنقين لإفكارهم المهترئة التى تتساقط أمام نسائم الحقيقة فضلا عن عصفها


إن اكثر ما يجعل الفرد لا يجرؤ على ان يترك فكرته هو انه فهمها ووافقت هواه


ولذلك لا يتجاسر على تركها حتى لا يبحث عن غيرها بعدما ارتاح من هذا العناء


وهذا ما جعل عقلية فذة مثل البرت اينشتين يهدر من عمره الثمين 18 عاما فقط من اجل إثبات خطأ نظرية الكوانتم الرياضية


رغم ان كل الادلة اثبتت خطأ اينشتاين لكنه ظل خاضعا لصنم فكرته !!!!


.


ثالثا \ صنم التاريخ :......


وهذا فى رأيي المتواضع هو اخطر تلك الاصنام وأشدها تعقيدا ..


وذلك لأنه يرتبط إرتباطا جوهريا بالعواطف والمشاعر


حيث يرتبط التاريخ بحب فرد مما يجعله فكرة ترتقى لمستوى العقيدة فبذلك يجمع قوة الاصنام الثلاث فى صنم واحد


ونموذج ذلك يظهر جليا فى الفكر الناصرى رغم جلاء الحقيقة انه كان اشد العصور ظلاما إلا أننا لا نزال نرى أفرادا يحيون فى محرابه ويمرغون وجوههم امام صنم الشخص وتاريخه ...!!


رغم ان هذا العصر وصاحبه ليس له ما يضفى عليه عقليا تلك القداسة


لكن القضية تكمن فى انه نشأ وتربى على ان ذاك الشخص عظيم وهو لا يستطيع تغيير قناعاته مما يضطره الى البحث عن غيرها


ويدفعه لاكتشاف النور من خلف حجب الظلام


واسوق مثالايظهر فكرة تمسك الافراد بصنم التاريخ وذوات الشخصيات التاريخية ولا يتخيلون عقولهم بلا اصنام تقودها


أحد المعلقين على بوست (عبد الناصر عاريا)


كتب غاضبا جدا ما نصه ( انت مش عاجبك ولا ناصر ولا السادات ولا مبارك وكمان بتقول انك مش اخوانى طب انت ايه ومع مين وبتشجع مين ؟!!)


هذا ما قاله بالنص وهو بذلك يعبر عن تلك النوعية من العقول التى لا تستطيع ان تحيا بلا صنم يريح عقولها اى لابد ان تكون تابعا


ولماذا لا اكون عاقلا اترك الاجابة له ؟؟؟



وليس الناصريون وحدهم بل والاخوان المسلمين ايضا يشاركونهم نفس الصنم


حيث لا زالوا يرون انهم الورثة الشرعيون لعرش الحقيقة وقيادة الامة فقط لانهم كانوا اصحاب تاريخ واول حركة فى العصر الحديث

وهذا لا يخولهم ذاك الحق الا ان صنمية الفكر ضاغطة بقوة


وكذلك الشيعة الذين يربطون التاريخ بزاوية الحسين رضى الله عنه


ويفرغون التاريخ من كل احداثه ليقف التاريخ مشلولا امام تلك الحقبة


ويزيد تعقيده اضفاء الاسطورة على شخصية الافراد فيصبحون صناع التاريخ ثم ينتهون بانهم كل التاريخ


كذلك فعل الشيعة مع الحسين والاخوان مع حسن البنا والناصريون مع عبد الناصر


أخيرا \ كسّروا الأصنام :....

اننى يارفاقى ادعو نفسى أولا وادعو كل منكم ان يبحث فى غيابات عقله ويفتش فى دهاليز رأسه ليستخرج منها تلك الأصنام البالية وجثث الأفكار المترممة

أفسحوا لعقولكم طريقا للنور ..

إبحثوا عن الحقيقة ..

إياكم ثم إياكم أن تريحوا عقولكم ..

أتعبوها ...

أرهقوها...

ما خُلقت عقولنا إلا للعناء

كان هذا إختيارك أيها الإنسان منذ البدء

أنت اخترت العقل رغم انه جوهر العناء

نعم إنه اختيارك لا تنكر


ألم تقرا قول الله( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )


والامانة هى العقل ..

وقد اخترتها أيها الإنسان بكل ارادتك

ما رضيت بان تكون شئ يُخلق عابدا

وقلت أختار ان أعبد لا أٌخلق عابدا

فلماذا تنسحب الان ... ؟!

لماذا تترك الميدان... ؟!

إحمل عقلك الذى إخترته من البداية وتحمل عنائه وامضى للنهاية

إجعل عقلك هو جوادك وقضيتك وقاضيك

أيها الرفاق خلق الله عقولكم حرة فحطموا اللأصنام

لتصلوا إلى وجه الحقيقة النورانى

حطموا الأصنام

حطموا الأصنام


..


بقلم

_______________

بقلم نور الدين محمود

.....................................................................................