السبت، 16 أغسطس 2008

هكذا حدثنى روحها المستتر





هكذا حدثنى روحها المستتر

______________________________

____________________


مررت بغابة نفسى وأرخيت أوراق زهرة برية أستظل بها من شمس عقلى
وخلوت بقلب الوجود الصامت
فأقبل نحوى كاشفا عن وجهه الرمادى ومسح على صدرى بيده النورانية التى صيغت من خيوط الضوء المتلفح بالحجاب عن عشى العيون الكليلة
وقال لى أقبل أيها الغلام لأفشيك بعض أسرارى

أيها الغلام أنا الحقيقة التى تفرون منها وتزعمون انكم عنها تبحثون

فأستمع الى روحى المستتر فلن تتكشف كثيرا

قلت له عما ستخبرنى أيها المعلم الصامت فطالما سكنت فى محرابك السرمدى استنطق روح الحكمة فى هدوئك الصاخب

,,,,,,,,,,,

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

إعلم أيها الغلام .. أن القلم هو جسد وليس جسدٌ ينبض بغير روح

وعلى أبواب الاقلام تتصارع روحان

روح القدس وروح اللعنة القديمة

وأناملك هى الحكم بينهما فانظر أى الروحين ستسكن قلمك ايها الغلام

.

إعلم ايها الغلام .. أن العدل فى كونكم مثل الغمامة المثقلة بخفقات الضعفاء بغير حيلة

والمظلومين بغير جريرة

ولا يحمل الغمام إلا الريح القوية....

فلا تستمطروا العدل لانه لا يهبط إلا بريح القوة فامتلكوا القوة تمتلكون العدل.

إعلم ايها الغلام ..ليس تحت السماء شيء يصفو أبدا

فالحب كالربيع يأتى بعد برد الشتاء وزمهريرة وسرعان ما يعقبه جحيم الصيف وقيظه

فلا تركن الى احلام الرقاد....

فإن نسمات الحب تتبعها اعاصير الألم

وقطرات نداه رسول لانهمار سيله وطوفان احزانه

.

إعلم أيها الغلام ..ان الطغاة بعالمكم مثل أفعى لا يسقطون إلا بسحق الروؤس فلماذا ايها اللهاة تعبثون بذيلها وتنبشون عقبها وتغفلون عن رأسها فابشروا بناب وفحيح طول الدهر

إما الرأس وإما الألم الطويل

.
إعلم أيها الغلام .. أن الفرح كزهرات الربيع ناعمة عطرة لكنها أبدا لا تخلو من الشوك

ما أعجب من شيء عجبى من عالمكم تنشغلون بغبار الثمر وتغفلون عن حلو جوهرها

تخشون الرعد ولا تفرحون بيد المطر تمسح أعينكم

لا خمر بغير عصر

وليس طفل بغير مخاض

وليس نور من دون نار

.

والحزن كالشهوة اذا بلغت مداها خمدت واذا وصلت ذروتها سقطت

لكنهما لا يموتان ما ترددت الانفاس فى خيام الصدور

فبعد النوم يقظة ....وبعد الغفلة صحوة

والحزن يمحوه الحزن


فلما تهابون حلكة السماء فهذا مولد الفجر

.إعلم ايها الغلام .. أن الظلم مثل الليل لا يأتى أبدا إلا إذا سقطت الشمس واستسلم النهار

أنتم من تمنحونه عرشه وتسجدون له

ثم تقولون له لا تسمى نفسك إلها

كيف لا وأنتم من صنعتم الوثن فى بيت الله

ثم ابتهلتم ليقدس بيته ..!!!!!

أى غبن كسى عقولكم وأى خزى يسرى بدمائكم

تنشرون الليل لتتسامرون به عن مجد النهار

تذبحون النور لتسبوا الظلام

تفترشون العواهر كى تتلمظوا بنبل الطاهرات


لكن لا تبتئس رغم انتشار نجمات الليل تظل ضئيلة هزيلة يمحوها كف النهار

وليس ليل يدوم ابدا

.إعلم أيها الغلام .. أن عقائد اللعنة القديمة لا تبقى إلا على دماء أعدائها

وعقيدة النور المجيد ليست تبقى إلا بدفق دماء أبنائها

وكم أعجب من وعّاظكم وقد تسربلوا بثوب البهاء وتيجان الخيلاء

ثم زعموا انهم على الدرب سائرون

ودرب النور قديم ثراه وحيد نهجه

سار عليه نوح بصدر عارى تلقم السهام صدره

وبه طار رأس يحيي مهرا لعاهر

وشُق زكريا شق قصبة تحت المقصلة

ودميت قدم المختار وكسرت ثناياه ومنها مشعل النور خرج

وشُق وجهه وهو مسكن الشمس والقمر

ومات مسموما ومن جوفه إنبثقت أسرار الحقيقة الابدية

فما أعجب دعاة حقيقتكم ومُدِّعُوها

وحق من بالسماء وعده ووعيده : لن تنال سهام نورهم صدور العصاة

حتى تنال سهام العصاة دماء قلوبهم

سهم بسهم ورمية برمية

أبَىَ من فى السماء عرشه أن يدعو إليه إلا من جعل كبريائه دون الثرى

وذاته تحت اقدام الورى

فلا يغضب إلا لسيده ولا ينكر الا من أنكر ضوء السماء

أما دعاتكم فغضبوا للذوات ووزعوا صكوك الجحيم على من مس جنابهم الرفيع

وغفلوا أنهم لاجل العزيز حملوا مشعله...

لينيروا للعماة طريق الشوك الى بلاد الافراح

فلماذا لأنفسهم ثارو وثأروا حتى غدو عقبة فى طريق السماء

.
إعلم ايها الغلام ..أن مأساة أمسك هى قبر موصد على جثة احزانك
ونبش القبور كبيرة ....
واعلم أن مخاوف غدك إنما هى فى رحم الغيب الموسد فى جوف الظلام...

فلماذا تجذب أجنة الارحام

اما علمت ان الموئودة تدين قاتلها

وليس لك الا مولود حاضرك فارعاه بسقيا عقلك ونسائم قلبك


إعلم أيها الغلام ..ليس للغمد غير سيف واحد فليكن سيفك هو سيف الحقيقة

احمل قلمك الان وامضى

فلن يحمل قلبك أكثر لان الخمر العتيقة لا توضع بالزجاجة الجديدة

والحفرة لن تحوى خفق البحر

وليكن وجهك صوب السماء فهناك كنزك المخبؤ

...............
.

بقلم

____________

نور الدين محمود




الاثنين، 4 أغسطس 2008

لن تغلبنى









لن تغلبنى


____________________________
.
.
.
الحب للكراهية لن تغلبنى
العفيف لعالم الفتن والشهوات لن تغلبنى
الحرية للقيد أشتد اكثر إضغط أكثر فأبدا لن تغلبنى
وجه أمى للحياة لن تغلبنى
ذكرى الحبيب للزمن لن تغلبنى
الطاهرة للذئب يعوى بين العيون الجائعة لن تغلبنى
أمل وطنى للطغاة لن تغلبنى
حب رسول الله فى قلوبنا للغرب الصليبى لن تغلبنى
قرءاننا للإعلام لدساتير العهر لمؤامرات أمريكا لناب اليهود لحقد النصارى أبدا ابدا ابدا لن تغلبنى
قلمى للخوف لن تغلبنى
هكذا قرأتها فاقرأوا كيف شئتم ....!!!
.
______________________
نور الدين محمود

السبت، 2 أغسطس 2008

حرة (قصة حقيقية )



أى قلب أبكى عين السماء ؟!!







حرة


_____________________________
______________________

.
هناك خلف البحر ذو النابين تحت الجبال السوداء وعلى مهاد من الرمل الممتد مد الخيال
فى تلك البقعة حيث تسطع الشمس بلا حجاب يمنع النور ولا النار
وفى بيئة يسكن الفقر فيها قبل أن تسكن الجبال
ولدت فتاة جعل أهلها اسمها "حرة "


كانت مثل الريح تضرب حيث شائت وكالغمام تسقط أينما أرادت
كانت كمهرة برية لم يعرف ظهرها ذل الإخضاع ولا احاط جيدها أسر لجام

وكان يراها رجل عظيم يمتلئ حكمة سماوية وجهه نور
ويداه رحمات تسيل
مثلها من جوف الصحراء خرج
فأخذ بيدها معلما لها .. حملها بين يديه
كل يوم تكبر أمام ناظريه ,يسقيها الحكمة ويبثها العلم من نور قلبه,
يمشى بها بين دروب الصحراء يحكى لها قصة الصبار القديمة
يمدها بصلابة الصخور المتناثرة على وجه القفر
يقول لها كونى صافية كالسماء صادقة كوعد الشمس بالإشراق

غير ان هذا المعلم العظيم مات عندما بلغت حرة الثالثة والعشرين
لكنه كتب وصيته إلى فرسانه وتلامذته من بعده
وصية مقدسة أخذ عليهم العهد أن يحفظوا حرة وألا يسلموها لكل طامع غاصب
.


صدق الفرسان والتلامذة وعدهم لمعلمهم وأقاموا وصيته


وظلت حرة تكبر حتى غطى شعرها وجه البحر ...
وامتدت يدهها تقطف النجوم من بساتين السماء...
واقترب الطامعون من جسد حرة ليمسوا خصلاتها البعيدة فكان الفرسان حولها فى كل تطواف لا يتكلمون ولكن يقطعون الأيادى الطامعات
.
طال الزمان بحرة ومات الفرسان فارس تلو فارس
وتبعهم التلاميذ الأمناء
وكان كل منهم ينقل الوصية المقدسة لمن بعده أحفظوا حرة ولا تخونوا المعلم الحكيم

أشتد جمال حرة وهى عزيزة نابهة
ولا زال لعاب الطامعين يحدق بها
ومر الزمان

وصارت بيد فرسان ضعفاء بلا خيول


يمسكون بأسياف من خشب
وتلامذة بلا علم ولا حكمة
اقترب الطامعون ولا راد لهم
امتدت اياديهم الدنسة اكثر...
أخيرا مسوا جسد حرة ...
أنشبوا بها ظفرا وبجيدها ناب

تساقطت خصلاتها
فالغاصبون قساة يمزقونها
تساقط ثوبها القشيب .. تعرى جسدها الطاهر

وحرة تبكى بكاء أسود من عيون نازفة
صرخت أين فرسانى أين تلامذة سيدى ومعلمى

بكت
وبكت
وبكت


جسدى صار مطية لكلاب الارض وانا حرة الحرة
راودوها عن نفسها فأبت فهى حرة تجوع ولاتأكل بثدييها

وأخيرا تقدم الفرسان الخائرون
قالوا لها أعطيهم ياحرة بغيتهم ليرحلوا
أمنحيهم نفسك يا حرة ونحن لن نرضى فيك إلا بغالى المَهر


تنهدت حرة من جوف الحزن...!!
وهل لسلب العرض مهر؟!!
وهل لبكارة الطهر ثمن ؟!!

مسحت الدماء عن وجهها المخضب
رفعت يداها ودمها ينساب بين اناملها
رباااااااااااه
إمنحنى فارساً يحمل وصايامعلمى ويدفع عن شرفى


بكت السماء لها ألماً.. وارتعشت الجبال أسىً.. وتساقطت النجوم صرعى على شفتيها
وحرة تحتضر لكن لازال بعض من أنفاسها تتردد بصدرها المثقل بالجراح
والفرسان سكرى والتلامذة يتعلمون على أيدى الغاصبين


.


اه ياحرة أنت أمتى
ورسول الله معلمك

كيف سأقف بين يديه غدا
سيسقط لحم وجهى خجلا
سأذوب فى عارى


فأنا شاهد على شرفك يُنتهك ويداى مغلولتان
سيدى يارسول الله كلنا خان وصيتك.. كلنا خان أمتك ..كلنا خان حرة
فاسأل ربك يهب حرة فارس كأصحابك وتلميذا كعلماء نهجك
لأن أيادينا ضعيفة ملطخة بعارنا ..
وعيوننا أعماها ضؤ الغاصبين ..

وأنت ياحرة لن تموتى لأنك وعد الله
ولأنك حبيبة رسوله
لن تموتى ياحرة لكن نحن من نموت مكللين بتيجان الذل
يكسو وجوهنا لون العار

وسيأتى يوم تعودين حرة يا حرة


.

بقلم
________________
نور الدين محمود
.................................................................................