الأحد، 25 أبريل 2010

تغيير الخطاب أم تغيير الإسلام ؟!!



سلســلة رد الشبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهات
.
القاصف الثانى
.
تغيير الخطاب أم تغيير الإسلام
___________________________
اهلا رفاق القلم
كعادتى اعتذر عن إخلاف موعدى واخص اختى سلمى بعميق اعتذاراتى

اليوم نواصل بعون القدير رحلتنا مع الأشواك ننزعها شوكة شوكة من حلق أمتنا ونلقى بها فى وجوه من راموا بها الأذى
كثر الحديث فى ايامنا تلك حول تجديد الخطاب الدينى
قول رقيع دندن عليه أصحاب المآرب الفاسدات والنوايا الخبيثات
الذين لم يدخروا جهدا لهدم هذا الدين ونزعه من نفوس اصحابه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا

- لماذا أنت عنيف ؟
سؤال تردد كثيراً حول قلمى وآخر المتسائلين كان السيد (فرانسى ) الذى سأجيب الليلة إن شاء الله عن بعض تساؤلاته وإن كنت لا اخصه بالمقال كاملاً محاولةً مني فى إستيفاء جوانب القضية
و اقول للجميع لا أنكر أن فى قلمى حدة وكما أوضحت سابقاً اكرر السبب
أنى رأيت لغة الأقلام وقد تميعت وانبطحت ووجدت الصائلين علينا يجولون كذئاب ضاريات فلما لم يجدوا من يصد صولتهم حسبوا أنفسهم اسوداً
فرفعت قلمى مع ثلة من رفاقى لهم نفس نهجى نرد النار بالنار ونقذف الباطل بالحق ونذبح الظلماء بحد الضياء
لما تخنثت الهمم وتصاغرت الغايات وترقعت الكلمات
قمنا نستعيد ذاكر القوة وابجديات الكر وكلمات لها ذوق الدم ونكهة الهيجاء
نستصرخ ذاكرة أمتنا إن فقدنا فعل الجهاد فلن نفقد لغته أيضاً ورب كلمة أيقظت أمة ورب قول غير التاريخ
ونحن لانعادى الشخوص بل نحترم كل أحد وأول من نحترمه خصمنا كائنة عقيدته ما تكون لكن من تجاوز حدوده وداس على مقدساتنا
وسفه الشريعة أو اساء لتاريخنا
فهذا نصب عليه كأس العذاب ونذيقه سوط العقاب
ولله الامر من قبل من وبعد


شبهه
_______________

الإسلام دين حركى بطبعه يراعى ظروف المتلقى ولذلك قال النبى الكريم خاطبوا الناس على قدر عقولهم
ومن هنا لماذا لانغير لغة خطابنا لماذا لانغير مناهج التعليم فنستيعد آيات الجهاد التى تربى العداوة فى نفوس الأبناء فى عصر كله يدعو للسلام
لماذا لانتجاوز مرحلة الآنا والآخر حتى نصل إلى قواعد مشتركة فإن الدين ليس بمظاهره فلماذا نتمسك ببعض الطقوس البالية من امور كالخلافة الإسلامية والجهاد واللحية والحجاب وغيره



الرد
____________________

تجديد الخطاب لملائمة العصر وحتى يتسنى التواصل مع الآخر
هذه الدعوة هى وثن جديد يُعبد من دون الله الواحد
إنه التشريع الجديد من دون الله إنها الطعنة النافذة لكن هذه المرة من الداخل
- أيها الكرام إن مراعاة المخاطب (بفتح الطاء) هى ضرورة دعوية ولا شك لكن تجديد الخطاب شيء وتجديد الشريعة شيء آخر
فإن الشريعة بقواعدها لاتقبل الجدال لاتقبل المهادنة لاتقبل المفاصلة
لما قال اليهود للصحابة لماذا تأكلون ما تذبحون بإيديكم ولا تأكلون الأنعام التى ماتت دون ذبح ؟!
أفتأكلون مما ذبحت أيديكم ولا تأكلون مما ذبح الله بيده
حجة برّاقة وكلمات لامعة سم فى عسل وموت فى ثوب حياة
فنزلت آيات الله الفاصلات (ولا تأكلوا مما لم يُذكر إسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى اوليائهم ليجادلوكم وإن اطعتموهم إنكم لمشركون)
فصل الله الخطاب لاتغيير فى الشريعة لا تجديد فى الأحكام
إنها الدعوة القديمة (اعبد آلهتنا عام يامحمد ونعبد ربك عاما )
!!!!
- قاعدة .... إن الدين جاء ليحكم الناس والإسلام اسمه إسلام لأن من يدخل فيه يستسلم لله قلبا وعقلا وجسدا ً
فإذا دخلت المرأة الأمريكية أو الاوربية فى ديننا فأهلا بها وسهلا لكن لن نقول لها لأجل عيونها الحجاب ليس بفريضة ولن نقول لها شهادتك كشهادة الرجل ولن نسقط ولاية ابيها عنها
هذا ليس تجديد للعقيدة بل هذا تهمة للإسلام بانه لايناسب كل عصر وكل زمان ومكان
الإسلام يُخضِع الناس ولا يخضع لهم
إن هذا الدين عزيز يسود
وإذا كان الأمر لايروق لهم قليذهب العالم كله إلى الجحيم فإن فى عرصات جهنم متسع للجميع
أما دين الله فلن يتغير منه حرف
- وهذا ليس دعوة للجمود فإن هناك امور تجد كل يوم والدين دعوة لإعمال العقول ولكنه أيضاً لايتهاون فى امر الشريعة الثابتة بالنصوص فهذه نقرة وتلك نفرة أخرى فلا اجتهاد مع النص ولا رأى لأحد مع النص الثابت بإتفاق الامة
فإن قدموا لنا خطاباً جديداً لايخالف الاصول فأهلا به وسهلاً
أما إن كان خطابهم يعارض أصول الشريعة فلنضربن به عرض الحائط
ولسنا كالشيخ الجليل الذى نحترمه ولن اذكر اسمه إكباراً له
نخالفه ونقول بان رأيه باطل عندما زعم أن على المسلم الأمريكي أن يطيع اوامر قادته حتى لو كانت المعركة فى ارض المسلمين كافغانستان ناسياً أن اصل الدين هو الولاء والبراء وأنه لاحجة لأحد أمام هذا
فهذا ليس تجديد للخطاب بل هذا دعوة للباطل وهدم للدين نبرأ إلى الله مما قال



شبهه
_______________

قدم السيد (فرانسى) احد المعلقين على مقالى الأخير عدة تساؤلات حقيقة ليس هو أول من يقولها بل ترددت على اسماعنا حتى حفظناها عن ظهر قلب
- إذا كان القرآن تعرض للنسخ فنسخت بعض آياته احكام بعض الآيات فلماذا لا ننسخ اليوم بعض الأحكام مثل احكام الجزية على اهل الذمة
وتعدد الزوجات والجهاد والغزو والوصاية على المراة وغيرها من المواضيع ذات الخلاف
لماذا لا نوقف بكل العمل ونوقف الدعوة إلى هذه الأمور التى تثير الخلاف ما دام الدين يعترف بالنسخ فلماذا لانحل كل مشاكلنا
وإن الإسلام دين عظيم هدفه الاساسى تهذيب الروح وسموها فلماذا لا ننتهى من تلك القضية المزمنة التى صدعت رؤوسنا
؟؟!!


الرد
___________________

- أقول مقدما لابد أن نفهم شيء هام جداً من دونه لايستقيم الإسلام
قاعدة ٌ من لايؤمن بها فهو كافر بالله لايدخل فى ملة الإسلام
يقول الرب العزيز( ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون)
( افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)
( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون)

- اسمعوا رفاق القلم وعوا هذه القضية جيدا ً إنها قضية الحاكمية لله... إن الله يستعبدنا بأمرين :
الأول ... توحيد الربوبية : وهو الإعتراف بالله وحده ربا لاشريك له
الثانى ... توحيد الالوهية : وهو الإعتراف بأن الله وحده الأله المتصرف المتحكم فينا بشريعته التى نخضع لها

ومن هنا جاءت آيات الحاكمية التى فصلها العلماء فى عشرات المجلدات قضية منتهية ، التشريع لله وحده .
وإن كل مسلم عليه أن يؤمن بأن الله وحده هو الحكم المشرع وفقاً لتلك الآيات التى اوردتها فى مقدمة كلامى وجوهر الإيمان أن تثق بأن الله إله حكيم شرع ما تصلح به دنيانا وآخرتنا
- ومن هنا نصل إلى قضية أخرى تغطى جانب آخر من شبهتهم وهى أن الناسخ والمنسوخ لم يكن عن تعديل ولا عن إصلاح خطأ
وإنما هو تدرج للتشريع حتى يصل إلى صورته
النــــــــــــــــــــــــهائـــــــــــــــــــــــــية
النهائية التى لا إضافة إليها ولاحذف منها ولذلك ختم الله تنزيل آياته بقوله العظيم (اليوم أكملت لكم دينكم) فإن الدين قد اكتمل ليس يضاف له ولا ينتقص منه
فإن عرضت علينا قضية رددناها إلى مصادر التشريع وعلى رأسها القرآن فإن وجدنا به الجواب فهو ذاك
وإلا بحثنا فى السنة ثم القياس ثم الإجماع (أى إجماع العلماء على رأي) واخيراً الإجتهاد
وهذه القضايا التى عرضها السيد فرانسى وغيره كلها داخلة فى الأصول
أى ان الأمر لم يعد بحاجة لإجتهاد جديد لأنها قضايا منهية بحكم النصوص
- والدين فوق الجميع فالنصارى سيدفعون الجزية ابناء الوطن كانوا أو ابناء الشيطان
فكما أن الزكاة فريضة على المسلمين فإن الجزية فريضة على النصارى وعندما تعود خلافتنا الفقيدة سيكون هناك شأن آخر

- المرأة ترتدى الحجاب وابوها وصى عليها ومن بعده الزوج بلا إجبار على منكر ولا إكراه على زواج ولا ظلم
- الجهاد فريضة الله الماضية إلى يوم القيامة نقاتل الظالمين لتكون كلمة الله هى العليا وليصل الدين بلا تشويه إلى الناس ولايجوز إجبار أحد على الدخول فيه إنما الجهاد لوصول الرسالة فقط لا الإجبار عليها

- تعدد الزوجات هو أمر شرعه الله للرجال بشروطه وأهم الشروط العدل والإنصاف ثم القدرة على الزواج ماليا وجنسياً
ولايزايد علينا أحد رجالاً ولانساءاً فإن الرجل فى اوروبا له زوجة وعشر ساقطات وفى بلادنا العربية لما تم التضييق على الأمر انتشرت الخيانات الزوجية وصار عدد العوانس والمطلقات كعدد رمال سيناء
وآا اسفاه ترى الزوجة تقبل وتفضل أن يمر زوجها بكل نساء العالم فى حرام ولا يأتى لها بزوجة واحدة حلال
وشرع الله فوق الجميع رضى من رضى وسخط من سخط

- ايها الكرام هذه شريعة عبقرية لن تجد فيها منفذا لاعقليا ً ولا عملياً إلا ووجدنا الشرع قدم الأمر على وجهه الأمثل
وها نحن نعلن عن إيماننا بما نقول وسنرد بالحق وبالتقدير وبالاحترام على كل معارض وموافق
مخالف ومؤيد
وكان هناك تفصيلات فى كل فقرة قدمتها ولكن إختصرت خشية الملل على القاريء ومن شاء ناقشنا فى التعليقات او فى مقالات قادمة بإذن الكريم الحليم
فإن الحقيقة ليست حكراً على أحد وإن الرجال يُعرفون بالحق ولايُعرف الحق بالرجال
والله اسأل أن يمنحنا طريق الرشاد وأن يمنحنا القوة للسير عليه
نلتقى على خير
__________________________________________________

بقلم
_________
نورالدين محمود

الجمعة، 16 أبريل 2010

الناسخ والمنسوخ ...





ســــلســـــــــــــــــــــلة رد الشبــــــــــــهات

.
القاصـــــف الأول
.
النـــاســخ والمنســــوخ فى القرآن العظيم

______________________________
اهلاً رفاق القلم سلام من الله القدير لقلوبكم
تأخرت فأعتذر
اقدم اسفى بعمق قدركم الكبير
..................
اليوم نبدأ سويا ً المواجهة الاولى مع دعاوى المبطلين وشبهات المرجفين وهى قضية عظيمة الاهمية
ألا وهى الناسخ والمنسوخ فى القرآن
والذى يمثل أحد اهم علوم القرآن
دعونا نبسط الأمر قليلاً : كلمة نسخ لها معنيان فى اللغة
اولاً النسخ بمعنى النقل فنقول نسخ المقال أى اعاد كتابته

ومعنى آخر وهو المحو فنقول: حُكمٌ نسخ حكماً ... أى محاه وازاله
وهذا المعنى الثانى هو المقصود فى قضية الناسخ والمنسوخ فى القرآن العظيم
والنسخ هو معلوم من الدين بالضرورة فى عقيدتنا نحن المنتسبين إلى اهل السنة والجماعة

ونقر كابراً عن كابر بأن النسخ موجود فى القرآن ومعناه أن هناك آيات نزلت فنسخت آيات أخرى أى اوقفت العمل بها أو الحكم بها
الشبهه

....................
دعونا نقدم شبهتهم قبل أن نرد عليها وساقدمها أفضل منهم لو ارادوا تقديمها وهى :
كيف ينسخ كلام الله بعضه بعضاً أليس الله حكيماً بالقدر الذى يجعله يقدم كلامه فى صورته النهائية دون أن يكون مضطراً لقول شيء ثم الرجوع فيه ونسخه
اليس النسخ هكذا ينافى الحكمة والكمال وبالتالى ينافى مصداقية أن القرآن كلام الله الذى أنزله على رسوله ؟!!!

الموقف
.....................
تلك هى الشبهة التى يرمى بها المرجفون دين الله وهم ثلاثة اصناف فى هذه الشبهه
- النصارى : الذين أكلت النار قلوبهم لما قام المسلمون منذ الجيل الأول يثبتون انه تم تحريف كتابهم فأرادوا أن يردوا الطعنة وأن يثبتوا أن كتابنا ليس من عند الله كما اثبتنا نحن أن كتابهم محرف بيد البشر
- المنافقين : وهولاء هم الصنف الثانى الذين يتلفحون برداء العلمانية تارة والليبرالية تارة اخرى وكل همهم رفع القدسية عن القرآن وفهمه وتفسيره
حتى لايكون لأحد الحق بالمطالبة بتطبيقه فى الحياة الدنيا وحتى يصبح الأمر مجرد وجهة نظر تختلف من شخص لآخر حول قداسة القرآن
- الجهلاء : وهولاء هم الصنف الثالث الذين تحدثوا فى هذه الشبهة وانطلت عليهم لجهلهم الضارب بجذوره فى نفوسهم


الــــــــــــــــردّ
..........................

والآن دعونا نتصدى لهم جميعا ً بميدان واحد وبجولة واحدة إن شاء الله
دعونا نرد أولا على النقطة الاساسية وهى أن النسخ لاينافى الحكمة أو الكمال فى شيء بل هو دليل عظيم عليهما لمن كان له مثقال ذرة من عقل وشيء من النزاهة الفكرية
أن النسخ فى القرآن جاء على وجهين :
*/ الوجه الأول -: نسخ بهدف التدرج فى الوصول للحُكم مراعاة للطبيعة البشرية ...
ومثال ذلك تجده فى حكم شرب الخمر :
فإن العرب معروفون بعشقهم للخمر ومن له دراية بالشعر الجاهلى سيرى أنه لايمكن أن تجد قصيدة واحدة
لايتم فيها ذكر الخمر ومدحها والفخر بها والتأكيد على اهميتها

فكان العرب لاينفكون عن شربها ابداً ...
فلما نزل القرآن لم يكن من الممكن تحريمها مرة واحدة وذلك لسبب هام

سيقول البعض : لماذا حرم الإسلام مثلا الزنى والسرقة مرة واحدة وليس بالتدريج بينما فعل هذا بالخمر
نقول لهولاء بكل بساطة إن الزنى كعلاقة جنسية هو من الشهوات العابرة التى تطرأ بظروف معينة مثل الاستثارة
وترتبط بالاخلاق الفردية وليس عادة مجتمع .. وكان العرب يستهجنون هذه الافعال على عكس الخمر

ويمكن ببساطة أن يمتنع الفرد عن ممارسة الجنس أو فعل السرقة دون أن يشعر بتوتر بيولوجى وسيكولوجى مُلّح
على عكس الخمر التى تمثل نوع من الإدمان الذى يُلح على المدمن بتناوله
فليس هناك إدمان للجنس بينما هناك إدمان للخمر...
ولذلك تعامل القرآن بمنهج مختلف مع الخمر

فكان تحريمها تدريجياً بدأ بالتنفير النفسى منها عن طريق قوله تعالى
(يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )

وهنا يتضح التنفير النفسى الذى بدأ بوصفها بالإثم وانتهى بتأكيد نفس الصفة دون تحريم مطلق لها
ثم يتدرج القرآن لمرحلة اخرى لنزع الخمر من النفوس فيقول الله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)
وهذه مرحلة عملية حيث أن تناول الخمر يؤدى للسُكر لعدة ساعات
وهذا يعنى أنه لن يمكن تناول الخمر من الفجر حتى العشاء وتبقى فترة واحدة يمكن فيها تناولها وهى من العشاء للفجر ..
وبذلك يعتادُ الكثيرون البعد التدريجى عنها وبالمناسبة هذه الطريقة هى التى تستخدمها المصحات النفسية
ومن دراستى لعلم النفس بشكل أكاديمى اثناءدراسة (الليسانس) استطيع أن اؤكد ذلك
فعن طريق ما يسمى (بمنهج التعليم الإشتراطى) وهو ربط التنفير بالمادة التى يُراد إبعاد الشخص عنها
كوضع مذاق سيء أو مُر مع الخمر
تماما كما تفعل الامهات منذ القِدم لفطام الطفل تقوم بوضع مادة مُرة مثل الصبار على نهدها حتى يربط الطفل بين المذاق المر والرضاعة فينقطع عنها

لازلتم معى يارفاقى اليس كذلك ... إقتربنا من النهاية على أى حال ؟

إن هذه الطريقة القرآنية سبقت قواعد علم النفس وعلمائه بأربعة عشر قرناً
لتؤكد الطريقة المُثلى للتخلص من الإدمان بأنواعه

ثم تأتى المرحلة الأخيرة والفاصلة بالتحريم النهائى للخمر فى قول الله تعالى:

( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)
وبعد نزول الآية مباشرة تسارع المؤمنون إلى قذف قنان الخمر وآنيتها فى الطرقات حتى غاص الناس بها
وانتهت للأبد صفة كانت ملازمة للعرب واليوم اقل سكان العالم تناولاً للخمور هم المسلمون بشهادة الغرب نفسه
وبهذا نسخت الآية الاخيرة حكم الآيتين السابقتين
بعد أن تم تأهيل المؤمنيين لهذه المرحلة بعد التنفير النفسى والتدريب العملى فظهرت الحكمة العظيمة للنسخ المرحلى الذى يعالج طبائع النفس البشرية

- ونفس النسخ التدريجى لمراعاة الطبيعة البشرية ظهر فى حكم الصوم الذى جاء على مرحلتين ايضا الأولى كان الصوم اختيارى والثانية اصبح إلزاميا



*/ الوجه الثانى : النسخ بمقتضى الحال والواقع :

وهنا نتحدث عن اشهر آية فى النسخ وهى الآية المشتهرة باسم (آية السيف ) وهى قول الله تعالى :
( فإذا انسلخ الأشهُرُ الحُرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم ل مرصد )
- وعلى هذه الآية قامت حملات ضد الإسلام والقرآن لم تنتهى لليوم وسيكون لى مقال إن شاء الله بعد ذلك لتناول مفهوم الآية ومرجعيتها لكن ليس هذا موضعها الآن .!!

- وآية السيف توضح الوجه الثانى الذى اشرت ُ له فى أول مقالى وهو النسخ لتغير الظروف وتبدل الحال
فلما كان المسلمون قلة ضعفاء يتخفون من الكافرين يهربون بدينهم من بين براثن الشرك وأنيابه
وقد عانوا ما لا يخفى على أحد من القتل والسحل والقطع والنفى
ففى هذه الحالة لم يكن واقعياً ولا ممكناً أبداً أن ينزل الأمر للمسلمين بان يقاتلوا عدوهم
لأن هذا نتيجته المحتومة سحق الدين من اصوله لقلة عددهم وإنتفاء قوتهم
ولذلك اوصاهم القرآن بالصبر على الكافرين إلى حين ..
فلما اشتد عود الإسلام وقويت صخرته واشتد ساعده وصار للإسلام دولة نزل الحكم بجواز القتال فى قوله تعالى:
( اٌذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير )
أى أن الله فرض الجهاد وسن ّ القتال حتى يدافع المسلمون عن انفسهم ويردون الظلم الذى وقع عليهم

ثم جاءت الرحلة الأخيرة عندما نضجت الدولة واكتملت القدرة فجاء الأمر بالجهاد العام
لدفع الكفر وصولته ورد الشرك وهجمته

فجاء الأمر بقتال الكفر حتى يصل الإسلام إلى الناس كل الناس ، وليس معنى هذا إجبار أحد على ملتنا .
فإسلامنا شرف لهم فمن آمن فقد حاز الفوز العظيم ومن أبى فهو لايستحق شرف العبودية لله اصلا
ً
فلم نجبر أحد على الإسلام وخير دليل هو وجود سبعة ملايين نصارنى على ارض مصر ومثلهم فى الشام
لازالوا على نصرانيتهم لم يجبرهم السابقون ولا اللاحقون
فكانت آية السيف نسخ للأحكام السابقة التى كانت مناسبة لتوقيتها فلما تغير الحال نزل حكم جديد يناسب الواقع الجديد
فحكمة الله العظيمة تمثلت فى تربية الأمة وإنزال ما يناسبها فى كل مرحلة حتى تصل إلى شكلها النهائى
تماما( ولله المثل الأعلى) كما تربى الأم ولدها ففى رضاعته تلقمه صدرها فإذا كبر نسخت الحال الأول فأعطته لين الطعام فإذا كبر أكثر نسخت السابق وعلمته ما يناسب مرحلته

الخاتمة
................................
هكذا إخوتى وكما ترون فإن حجتهم ساقطة وشبهتهم ضعيفة واهنة
وإن دين الله لمنصور وإن قوافل النور لسائرة رغم سهام الظلام وفخاخ الضلال
ولو شئتُ لقدمت لكم عشرات النماذج فى النسخ فى عقيدة النصارى ولكن ليس هذا مقامها ايضاً ولكن إذا شاءوا أوتمردوا أوتبجحوا..
جئناهم بخيلنا ندوس حشائش الكذب تحت سنابك اليقين


القاكم رفاقى على خير فى جولة اخرى للرد على شبهاتهم
والله المستعان وله الحمد أولاً وآخرا

_____________________________________________
بقلم
_________________
نورالدين محمود


الأحد، 4 أبريل 2010

الشُهب ُ الثاقبات .. فى نسف ِ الشبهات




الُُُشُهبُ الثاقبات فى نسفِ الشبهات
_______________________________

.
اهلاً رفاق القلم ... لنبدأ اليوم رحلة جديدة فى ارض الأشواك متزودين بزاد الشريعة نمتطى صهوة العقل
لنناقش ونجادل وننافح وندافع عن عقيدتنا وملتنا العظيمة
إن اعداء هذا الدين لما يأسوا من القضاء عليه ولما علموا أن كل دعاويهم ومعتقداتهم تتحطم جميعها على صخرة الإسلام الصلبة
وأيقنوا ألا سبيل إلى هزيمة هذا الدين فى مواجهة مباشرة
لأن هذه الأمة تستطيع أن تنهض من جوف الهزيمة إلى سنام النصر ومن عمق الإندحار إلى قمة الإنتصار والإبهار
ولذلك لجأوا بكل خسة إلى بث السم وبسّه فكانت حيلتهم الشنعاء وداهيتهم الدهياء التى استحقت حز الحلاقم ونهش الضراغم ممثلة فى جعبة الشبـــــــــــــهات
فيرمون بها صدر الأمة وظهرها من كل صوب
تارة يضعون الشبهات حول العقيدة وثوابتها وتارة حول الشريعة وأوامرها وتارة اخرى حول السنة واحكامها
ولم يدخروا جهداً فى إلزام الدين بكل نقيصة وإلحاقه بكل رذيلة
ولذا كان لزاماً على كل صاحب قلم أن يتصدى لهم
شريطة أن يتقن أمرين الأول معرفة الثوابت والأصول والثانى معرفة طرق الجدل وكيف يتم قلب حجة الخصم إلى حجة عليه وكيف يجعل دليلهم دليلاً ضدهم
وإنى لا ازعم إحاطة بأصول الشريعة وحاشى أن ادعى هذا لكن بفضل الله منحنى شيئا ً من هذا الباب
فتعلمت التفسير والحديث وعلم التاريخ على يد علماء اجلاء اهدانى القدر طريقهم وتربيتُ على يدِ ثلة من الصالحين ولا ازكيهم وإن كنت أنا نفسى بعيد عن ذاك الصلاح
ونسأل الله الهداية والرشاد
ثم إنه بفضل الله من دراستى للفلسفة والمنطق دراسة تخصصية بحكم شهادة الليسانس التى حصلت عليها من كلية الآداب جامعة القاهرة منحتنى تلك الشهادة بحكم أنى درستُ على يد كبار الاساتذة فى هذا الباب مثل الدكتور حسن حنفى والدكتور محمد مهران وغيرهم أن صقل ذلك قريحتى التى تميل إلى فهم الجدل وطرقه وسبر اغوار الأدلة وطرق النقاش
ولذلك سأبدأ إن شاء الله تعالى هذه السلسلة الهامة فى رد الشبهات
......
وسوف أتناولها من عدة طرق إن شاء الله
فما اكثر اعداء هذا الدين
وسيكون ردى على هولاء :
1- شبهات الفرق الإسلامية (كالشيعة الروافض والمعتزلة والجهمية والمرجئة والخوارج والمتصوفة)
2- شبهات العلمانيين والذين يسمون أنفسهم اليبراليين الجدد(وهولاء اخطرهم فى نظرى)
3- شبهات النصارى حول العقيدة والسنة والشريعة
4- شبهات الجهلاء المغرضين الخارجين على الدين الزاعمين تجديد الإسلام من امثال جمال البنا ونوال السعداوى ومن على شاكلتهم
.........

وكنت أنوى أن اجمع معهم شبهات الملاحدة لكن وجدت أن اخاً كريما هو (ابن الإيمان) صاحب مدونة ارض الايمان قد قام بالأمر على اكمل وجه
حتى لاتضيع الجهود لاسيما وأن الثغور كثيرة والعدو محتدمةٌ هجمتهُ مصوِباً نِصاله وحِرابه ُ لقلب شريعتنا وجسدها
وإنى انصح كل أحد بمتابعة الفاضل ابن الإيمان فى هذا الباب ولن تعدموا الفائدة والله ومدونته الكريمة موجودة فى قائمة مدوناتى المفضلة لمن اراد المتابعة
..................

وما دفعنى للبدء فى هذا الأمر أنى وجدت فى بعض المدونات مقالات ذات أثر خطير وبها افكار جديرة بهدم الثوابت رغم حسن ظنى بأصحابها لاسيما فى مدونة صديق احترم شخصه واخالف نهجه
تحدث عن شبهة خطيرة وهى حق التفسير وفهم القرآن وفقاً للرؤية الشخصية
ونفى ثبوتية الاحاديث النبوية الشريفة وغير هذا من الشبهات الفاسدة نقلاً وعقلاً
وكنت حاورت ذاك الكريم لكن رده برغم كونه مهذباً ولم يخرج عن قواعد الأدب إلا انه وضع شرطاً للحوار وهو أن اقدم رؤيتى فى بعض المسائل التى طرحها واكد انه لن يكمل الحوار إلا بناءً على رؤيته فى وجهتى ورؤيتى وقد وجدت فى شرطه خدش لكبريائى لا يصلح به حوار
لأنه ليس له أن يضع قواعد الحوار وطريقة التناول ، له فقط أن يشترط الدليل وحسن القول أما طريقة الفهم والتناول فهذا إجحاف لأنه يريدنى أن اسير على طريق يخطه هو بنفسه
ولذا لزمت الصمت معه تقديراً لشخصه الجدير بالتقدير حقاً وقررت أن اتناول شبهاته وشبهات غيره فى هذه السلسلة إن شاء الله
............

كيف المسير
____________
.
حقيقة أنا لن اقوم بما قمت ُ به فى سلسلة (مقارنة الاديان) والتى امتدت لثمانى مقالات كانت على التتابع
ولكن فى هذه السلسلة نظراً لطولها الذى اتوقعه فلن التزم بالتتابع بل سيكون هناك فواصل من خواطرى ومقالاتى حسب رؤيتى وحالتى
لأنى اعرف من نفسى سرعة السأم وهجمة الملل مهما شرفت الغاية وتلك نقيصة ولا شك وامر مقدوح غير ممدوح
لكن هكذا جُبلت وتلك صفتى الملازمة اكره الطرق الثابتة والسير على الدروب الهندسية

مشاركة الكرام
_____________
.
ونظراً لأن الشبهات كثيرة فإنى ادعو إخوتى واخواتى الكرام كل من له سؤال أو شبهة وردت عليه أو مرت به أن ينقل لى تساؤله فى تعليق وله أن يطلب النشر أو الحجب كيف شاء


فإن كان لى علم بالأمر تحدثت فيه بتيسير الله وفضله
وإن كنت اجهله قلت اجهل الامر ولا علم لى به
.......
اسأل الله إخلاص النوايا وصدق العزيمة ونور البصر والبصيرة
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
وادخلنا فى عبادك الصالحين
.................................................
تحياتى للجميع

بقلم
____________________
نورالدين محمود