السبت، 14 ديسمبر 2013

اقف الآن فى الميدان بلا سيف
لا استسلم .. أنا رجل لايستسلم ولست انتصر فى ثلاثة ارباع معاركى !

صامتٌ أمام كل هذا الصخب الرديء ولا اسمع سوى خرير دمى فى عروقى
ونبضة واهنة تحيا بقلبى على استحياء من الحياة ونفسٌ ممزق هاربٌ من دخان صدرى متسللٌ نحو الأفق الفسيح وآخر شعاع خوف بعينى يرحل للأبد مفسحاً لأهدابى عتمةً شجاعة أمام جحافل الخذلان وثبات ليلٍ يسكن روحى ولايتزحزح أمام زخات القدر التى تقذفنى من كل جانبٍ بلا خجلٍ من كونى رجل بلا سلاح
ورغم كل هذا لازالت روحى تأبى الركوع ولا تقوى على القتال أيضاً إنما فقط أنتظر سهماً ينهى المأساة ، لأعانق العدم الجميل وأسكن بين الساكنين فى مقابر الغفلة الأبدية
أيتها الروح الشرود أتعبتنى وأتعبتك أيتها الفرس الجموح سلكنا سوياً كل الدروب مذ القتنا يد السماء هاهنا منذ خمس وثلاثين سنة من العدو المستمر فى مضمار بليد لايليق برشاقة ركضنا .. غير أنى أعدك أيتها الروح التى تسكننى أنى لن ادع جريمتهم تمر بلا عقاب
سأضع نطفتى بعقولهم وأرواحهم فتحبُل أدمغتهم بفكرى وتستدير بطون أرواحهم على نسلى كشهداء على أن الثأر لم ينم على الضيم وأن الفرس وروحه لم يرقدا فى حضن الفناء إلا بعدما تركا ندبة على وجه الوجود
سأعاقبهم .. قسما بى سأعاقبهم
سأكتب .سأكتب

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

قـيل له : كم عـُـمـرك ؟
قـال : فصـل شتاء .
- فمتى كان مولدك ؟
- بقبلة جمعت بين الليل والرمل والمطر .. بـُـعـثـت هنالك .
- ومتى ترحل ؟
- أرحل ؟! لست هنا كى أرحل . ربما تقصد متى تختفى :) والحق أقول لك لست أدرى ، لكن ما اعرفه جيداً أننى أتساقط أو إن شئت فقل أذوب ، فإذا اكتملت دورة الشمس فوق رأسى تلاشيت .. أو ماتسميه أنت رحيلاً .. وسيبقى منى أحرفى أو ما اسميه أنا شظاياى التى تركتها بعين الوجود لتزعجه وتذكره أنى كنت هنا ذات زلة .
قال : لا أفهمك .
قال : ولا أنا .. ثم تبسم ومضى .

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

الأعـمـى



الرعد يزعج نجوم السماء والأزهار ماتت تحت البرد والمطر ، أخذ عصاه يتحسس بها طريقه للغرفة المجاورة ، تناديه تلك الأنفاس المضطربة ورائحة الرجل الغريب فى فراشه !
وقف أمامهما وعصاه تبصر الجريمة العارية ،وعيونه المغلقة برحمة القدر والعتمة الأبدية لاتبصران الخيانة اللاهثة .
رفع عصاه صوب العراة وصرخ : كيف تفعلين ؟
كيف تخونين الأعمى ؟!
حتى الخونة يحترمون قدسية الـعـُـماة .
ثم قادته عصاه حافياً نحو الطريق ، صعقه البرق واجتمعت عليه كلاب الطرقات فأكلته حتى العظم .
مات .. فانفتحت عيونه .

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

الحقيقة قريبة جداً ولذا فسوف لن تصلوا  أبداً ، لأننا لانبحث عن الحق ، بل عن الحق الذى نريد ونتمنى ونتصور أما ذات الحق وجوهره فلايعنينا .
وأما عن كل هذه الاشياء التى حدثتكم عنها على مدى قرون طويلة فاعلموا أنها لاتساوى شيئاً بجوار لحظة بسيطة وسعيدة وطيبة
ها انا ذا احيا بينكم بشحمى ولحمى ومجدى وعبثى وفنائى وحمقى وضعفى وقوتى  انا محمد محمود الجيزاوى الكائن فى هذا الكون منذ خلقه الخالق انا الذى يرصد ويرقب كل شيء اقول لكم .. كل هذا لايعنى شيء ولايساوى شيء ..
 انكم لن تصلوا إلى الحياة إلا حين تكفون عن التفكير فى الحياة
نعم ياتلامذتى وأحفادى وصنعة يدى وياأزهارى التى غرستها بيدى وياأسراب النحل والدبابير الذين صنعت لكم منازلكم الدقيقة بنفسى وأسكنتكم فيها بحكمتى .. ها أنا اقولها لكم عارية جلية : لاتتمسكوا بالاشياء ولاتكتنزوها ولاحتى تسعوا إليها .. فقط حين تفتحون اعينكم فى الصباح تبسموا فى وجه اولئك الذين يحبونكم صدقونى انتم لن تحتاجون من الكون اكثر من انسان يبتسم بصدق حين يراك
اما المُرهـقون  بفتح الهاء  وكسرها  .. فهؤلاء مقدور عليهم ان يدوروا فى أفلاكهم العبثية حتى يطويها صاحبها كطى السجل للكتب وساعتها سادرك وتدركون ماذا كنا وماذا كانوا
لكن لاتنشغلوا بهذا ايضاً شدوا القبضة على البسمة وإياكم ان تتفلت منكم .

الأحد، 1 ديسمبر 2013



لـن تكتشف السفـيـنة حـقيقـة البحــر إلا عندما يدركها الغرق .
فالأشياء لاتقتلنا إلا عندما ندرك جوهرها .
ماسقط آدم إلا بعدما عرف الشجرة
الجهل سر الحياة .. والعارفون موعدهم قبر القواقع
يوماً سأعانق قبر المياه
يوماً سأعرف ..
وحينها قولى ياحبيبتى : ارقد بسلام