الثلاثاء، 27 مارس 2012

عفواً : انتو بتشتغلونا !!








الحديث فى شجون هذا الوطن وخيباته قدرٌ أفر منه فيطاردنى ولذا لابأس من استنشاق قليل من الغبار .
أهلا رفاق القلم :
حديثى اليوم يحتاج إلى كثير من التركيز لفهم بعض مايلتبس فى الأذهان وما يختلط من المصطلحات والتصورات والمفاهيم مما يؤدى إلى كارثة على أرض الواقع نتيجة لذاك الوهم الذى سماه ( فرنسيس بيكون) صنم اللغة .. نعم فاللغة أحيانا تصبح وثناً تخضع له العقول نتيجة للتلاعب بالكلمات والمفاهيم والآن دعونا نبدأ سريعا فيما أريد إيضاحه ، لكن بداية وحتى لايسيء أحد فهم تقدمتى بأن المقال موجه بأنى اطلقت الوصف على الجميع لا .. أنا اتكلم عن الإشتغالاتية الملعبين (بضم الميم) الراقصين الهجاصين وليس للقراء الكرام .




أولا /الأغلبية البرلمانية حالة وليست قاعدة
______________________________


هذا واحد من أخطر المفاهيم الملتبسة ، فالكثيرون وخاصة من ذوى العمائم واللحى فى برلماننا الموقر يحسب أن الاغلبية التى جاءت بها إنتخابات شخصياً أقر بنزاهتها يحسبونها شيك على بياض أبدى الصلاحية .. وهذا غباء سياسى يصل حد السذاجة المفرطة !
لأن من لديه أبجديات الفهم السياسى يدرك أن الغالبية متغيرة المزاج والهوى بشكل يمثل فيه التغير هو القاعدة وليس الثبات .
ويمكن الإستشهاد بالديمقراطيات الكبرى فى العالم فمثلاً فى أمريكا يأتى الجمهوريون لأكثر من مرة بفوز ساحق فى الكونجرس والرئاسة ثم ينهزمون كأنهم لم يكونوا وياتى الديمقراطيون لثمانى سنوات وعلى ذات المنوال يتم التغير فى الفلسفة السياسة فى فرنسا مثلاً بالتناوب بين اليمين والوسط
وهكذا فى مصر نتيجة لأسباب دراماتيكية يعرفها الجميع بوصف أن الإسلاميين كانوا هم أكثر الطبقات قهراً وحصاراً وقد عانوا الذل والهوان والأضطهاد تحت حكم العسكر فلما قامت الثورة التى لم يكن لهم فيها ناقة ولاجمل أراد الشعب العاطفى أن يرد لهم الجميل ويعوضهم عن الظلم الذى وقع عليهم كما لايمكن إهمال ثقة الشعب المصرى بكل مايحمل سيماء الدين وبهاءه فجاءت النتيجة بفوز ساحق للإخوان أصحاب الباع الطويل فى عالم السياسة وهذا متوقع لكن المفاجأة كان فوز السلفيين الذين لازالوا يرتدون (بامبرز السياسة) ولازالوا يحبون فى عالمها كدليل على صدق رؤيتى بنظرية الطبطبة والتعويض لمن وقع عليهم الظلم .
إلى هنا لاتوجد مشكلة ، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل فى ظن الإسلاميين بأن وجودهم فى البرلمان حكم بغير إستئناف وهذا خطأ سياسى كبير لأن الشعب المصرى شعب يحب الدين لكنه ليس متدين (وكاتب هذا المقال هو خير مثال لهذا المعنى فأنا أبعد ما أكون عن التدين لكننى مستعد أن ابذل دمى فى سبيل الإسلام وأن أحز عنق من يمسه بسوء) .. أقول هذا الشعب اختار الإسلاميين للأسباب التى ذكرتها آنفاً لكن إذا فشل الإسلاميون فى إدارة البلاد إقتصادياً وأجتماعياً اعتها لن تتردد الجماهير فى إختيار اليساريين مثلاً كبديل عنهم إذا حدث إخفاق فى الإنحياز للطبقة الفقيرة لأن اليساريين هم خير من ينحاز لهؤلاء أو مثلا حدثت ردة ثقافية وأنهيار للتعليم ساعتها سيصبح الليبراليون هم الأغلبية البرلمانية للنهضة بالأمة فإذا حدثت إنتكاسة أخلاقية وشاع الفجور فى المجتمع ساعتها يعود الإسلاميون للبرلمان بوصفهم حماة الفضيلة والأخلاق .
ماذا أريد أن اقول ؟
أريد أن اقول أن الأغلبية البرلمانية لاتمثل قاعدة ثابتة بل تتغير بتغير الظرف التاريخى والإجتماعى وعليه نصل إلى الجريمة التى تحدث اليوم !!
فالبرلمان فهم خطأ أنهم يمثلون الشعب كاختيار دائم وعليه فإنهم يضعون الدستور وفقاً لتوجههم الفكرى والأيديولجى فيأتى دستوراً أحادى التوجه لايراعى إلا الأغلبية الظرفية وليس الأغلبية الدائمة وهنا تحدث الكارثة
لأن الإنتخابات حين تأتى بتيار مختلف فإنه ووفقاً لذات القاعدة يتغير الدستور كل خمس سنوات بتغير البرلمان
ولذلك كان يجب على هؤلاء أن يفهموا أن الدستور لابد أن يكون تمثيلاً حقيقياً لكل فئات الشعب لأن الدستور دائم والقانون متغير
الدستور دائم والبرلمان متغير
وإلا فعليهم أن يستعدوا من اليوم لقيادة فترة إستبدادية جديدة لسوق الامة عسفاً على فكرهم وطريقتهم كحزب وطنى جديد
وطبعا ساعتها لن نتردد نحن الثوار الأوائل فى جرهم من لحاهم ولو كانت تنضح بالوضوء لتحرير الامة مرة أخرى
وليس الذين أمنوا قبل الثورة وقاتلوا كمن آمن بعدها وحتى لم يقاتل ...
عفواً نحن المهاجرون وانتم الطلقاء .


ثانيا/ الأغلبية مسلمة أم إسلامية ؟
___________________________


مفهوم آخر أشد خطورة من سابقه ، وقد إختلط فى ذهن الأغلبية البرلمانية ورحم الله الإمام الجوزى حين قال :
لاتغرنك اللحى والصور ... فتسعة أعشار ماترى بقــر
إن الأغلبية (الإسلامية!) فى البرلمان ظنت بفوزها الساحق فى الإنتخابات أن أغلبية الشعب المصرى توصف بأنها أغلبية إسلامية!
وهذا خطأ جِدُ شنيع !!
لأن الغالبية مسلمة بوصف الإسلام دينها وليس بوصف التفكير الإسلامى كأيديولوجية هو عقيدتها !!
بدليل أن تقريباً كل العالمانيين الكبار والليبراليين بكافة توجهاتهم من الليبرالية المحلية كعمرو حمزاوى أو الليبرالية بمفهومها الغربى كحسن حنفى استاذ الفلسفة هم من المسلمين وأن العوام الذين لاينتهجون أى توجه هم مسلمون ووسط هولاء تأتى الأقلية إسلامية التوجه الفكرى ممثلة فى التدين الظاهرى باللحية والجلباب والمسواك
عفواً أنا ملتحى وهاأنا ذا أجلد فكركم المعتل وحتى صديقى مينا جرجس ملتحى فهل نحن ذوو اللحى نمثل الأغلبية هل المنتقبات هم الأغلبية إن ثلثى نساء مصر يرتدين الحجاب الذى لاعلاقة له أصلاً بمعنى الحجاب الشرعى فترى الفتييات يرتيدن البنطال الضيق والصدور بارزات والمساحيق على كل الوجوه ولست هنا أناقش الفرق بين الحجاب الشرعى والحجاب اللامؤاخذة !
إنما أقدم الدليل على أن الأغلبية مسلمة وليست إسلامية .
ماذا أريد أن أقول ؟
أريد أن أقول إن إختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور تمت بشكل أحمق ومستفز حيث يمثل أعضاءها غالبية كاسحة من الإسلاميين توجهاً وفكراً وتلك النسبة باطلة وغير معبرة عن طبيعة النسيج المصرى حيث أن نسبة الإسلاميين كتوجه فكرى لاتزيد بأى حال عن تعداد نصارى مصر وهذا رقم متفاءل حتى .. بوصفى لازلت أشعر بالحنين للفكر الإسلامى أما الغالبية الكاسحة فهى مسلمة متعددة التوجهات .. وتلك هى الخطيئة المستبدة التى وقع فيها أغبياء البرلمان ولذلك فإنى أحترم إنسحاب أكثر من عشرين عضو وهيئة من اللجنة المختلة الموازين


ثالثاً / أغلبية الطغيان
__________________


دعونى أحدثكم أخيراً بمفهوم إسلامى لالبس فيه ، إن نظام الحكم فى الإسلام يقوم بالأساس على النخبة وليس على الدهماء من العوام
دون شعارات كاذبة ملفقة كالقول بإحتقار الشعب أو ممارسة وصاية عليه راجعوا (السياسة الشرعية) لإبن تيمية راجعوا كل ما خطته يد العلماء فى نظام الحكم ستجدون قاعدة ثابتة وهى ( أهل الحل والعقد) وهؤلاء هم النخبة والصفوة التى تقوم بتحديد نظام الحكم وطبيعته أما العوام فليس لهم إلا التصويت على إختياراتهم لأن العوام متقلبون بطبيعتهم الأقرب للبهيمية التى تقوم على جعل الطعام والشراب أولوية قصوى ولذا كان لابد من قيادة الحكماء للأمم وانظر قول الله ( وإن تتبع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله)
وإن شئت تنظيراً سياسياً فراجع أفكار( افلاطون) فى كتابه : الجمهورية
 وكل السياسيين من بعده  سواء (ديفيد هيوم) أو (جان جاك روسو) أو (ميكيافيلى)
جميعهم ومن جاء بعدهم حددوا أصناف الحكم وجعلوا أبشعها وأخطرها وأشدها قبحاً هو النظام ( الدبماجوجية) أو المسمى بحكومة أغلبيةالطغيان .. وهو النظام الذى تقوده هوى الجماهير حيث يظهر الإستبداد فى أشد صوره قتاماً ولنا فى النظام الشيوعى فى روسيا والصين خير دليل وكذلك فى مصر الناصرية


ولذا فإن إرتكان الأغلبية البرلمانية للدعم الجماهيرى الأعمى الغير ممنهج هو تدشين مؤصل للإستبداد والطغيان الذى تحميه أغلبية جاهلة وتقوم بسحق أهل الحكمة والخبرة من الإتجاهات المختلفة




أخيرا
___________


أكرر سؤلاً تقدمت به من قبل ولم أحصل له على جواب من التيارات الإسلامية بإختلاف مشاربها 
سألته لصديق الجامعة والقيادى الإخوانى ( محمد فؤاد) سألته للشاب السلفى المثقف والصديق العزيز (وجدان العلى ) مدير تحرير برنامج مصر الجديدة بقناة الناس الذى يقدمه الكائن الحى وحيد الخلية المسمى (خالد عبد الله) ولا زلت اردده  ولم ألق جواب .
هل يجوز الإستفتاء على الله ؟
إذا وضع الإسلاميون دستوراً إسلاميا خالصاً  فسيطرحونه للإستفتاء من الشعب فهل يحق للشعب أن يحكم على حكم الله 
ألم يقل ربنا ( ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) 
فلماذا تخالفون حكم الله ؟ أليس هذا هو الكفر البواح الذى علمتمونى إياه ياعلمائنا طوال ثلاثة وثلاثين سنة هى تعداد عمرى البئيس 
ألم يقل شيخ السلفية (محمد حسين يعقوب )نصاً وهذه شهادة أقف بها أمام الله سمعتها بأذنى رأسى قال لأحد رجال الإخوان عندما دخل البرلمان فى نهاية التسعينات لماذا دخلت المجلس ؟ فقال الرجل لأنكر المنكر  فرد الشيخ (ياراجل تكفر عشان تنكر ) !!
ولماذا يكفر يامولانا .. لأن المجلس يشرع ويستفتى على تشريعه وهذا حق لله وحده بغير استفتاء 
فلماذا ستطرحون شرع الله لأهواء الجماهير وتضعون ربكم فى صندوق يُستفتى عليه .. ؟!!
أنتم لاتفقهون ولاتعلمون ولاتصلحون أنتم لاتريدون إلا الكراسى وجعلتم الله ودينه طريقاً لغايتكم 
كم أحتقركم ملأ قلبى 
.. 
الملح يقوم بحماية الطعام من الفساد والعلماء هم الملح الذى يحمى الأمة من الفساد ولذا أنهى حديثى بهذا البيت 


ياعلمائنا ياملح البلد .. مايـُـصلحُ الملحَ إذا الملحُ فسد 

الاثنين، 26 مارس 2012

الإخوان الكذاااااااااااابون









فى الحقيقة نظراً لأنى أمر بحالة من التشرنق القاسى فإنى لم أكن اتابع الاخبار مطلقاً فى الفترة السابقة ومطلقاً تعنى مطلقاً لكن صفعنى اليوم ماقررته جماعة الاخوان المسلمين من ترشيح رئيس من داخل الجماعة .. نكثاً بوعدهم وخيانة لعهدهم وكذباً بقولهم 
ولذا نشرت البوست اللى هتقروه دة على حسابى فى الفيس وتويتر مع انى والله معنديش حساب على تويتر بسس كله دلوقتى عمال يقول كتبت معرفش ايه على حسابى فى تويتر .. المهم دة اللى نشرته واللى يزعل فانا باعتذرله وبقوله الحمد لله عندنا بدل البحر اتنين اشرب من اللى يعجبك فيهم ..
_______________
الإخوان المسلمون .... تاريخ صادق :
_________________________________

انا مش هتكلم عن التاريخ من ورا أوى .. ولا مؤاخذة ..لا أنا هتكلم بس من بعد الثورة 
- بعد نجاح الثورة المصرية قال الاخوان مش هيكون لينا حزب وبعدين عملو حزب 
- قالوا مش هنجبر اى حد على دخول الحزب بتاعنا حتى من الجماعة .. وبعدين اعلنو ان اللى ينضم لغير الحزب بتاعهم هيتفصل من الجماعة 
- قالو مش هنافس على اكتر من 30 فى المية من البرلمان وبعدين صعدوها لاربعين فخمسين لحد مانافسوا على اكتر من 90 فى المية 
- قالوا الدستور هيكون توافقى يجمع كل الطوائف وبعدين طلع ان اكتر من سبعين فى المية تبعهم 
- وقالوا واقسموا بالله انهم لن يقبلو بمرشح اخوانى وانهم عايزين رئيس توافقى من غير بذر يعنى ولكن خرج اخيرا محمد مرسى يؤكد ان المرحلة الدقيقة تضطر الاخوان إلى ترشيح رئيس من داخل الجماعة 
...
وبيزعلوا لما اشتم واطلع المخزون السيء اللى جوايا ناس ملهاش كلمة ولاعهد ( أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم) مش دة كلام 



ربنا فى اللى زيهم 


عليا النعمة الإخوان دول أكيـــــــــــــد بيشربو بريل( إسترجل واركب شعبك أنت إخوانجى)

ايها الاخوان المسلمون .... أحــــــا ... لكم جميعا
( أحا دى عبارة عن صوت معناه أعترض مفيهاش حاجة يعنى عشان بتوع الأخلاق ميجوش يمثلو عليا وانا مش ناقص )

السبت، 24 مارس 2012

صباح الخير .. ياربى







ياإلهى الجميل يا إلهى العظيم يامن لك كل التحيات .. تحية طيبة إليك .. صبــــاح الخير
عندى اليوم ياربى أمنيتان ووحدك تعلم مافى نفسى ولست أعلم مافى نفسك ..
 لكنى أثق أنك إلهنا الطيب 
وليس طيب حقاً سواك ياجوهر كل خير وأصل كل جمال
ياإلهى الجميل أربعين يوماً من الحيرة والألم حتى شوت الجراح عمق روحى ووحدك طبيب الجراح وجابر القلوب 
فهبنى اليوم فرحة ياسيدى .. ياحبيبى .. يا إلهى .
أعرف أنك وحدك ووحدك فقط من لاتخذل سائلاً ببابك .. وحدك ووحدك فقط  تغفر لمن تاب
وحدك ووحدك فقط من تمسح على رأس الأمانى اليتيمات وتحيل برد اليأس إلى دفء الرجاء
وفيك أنت كل الرجاء 
اللهم اجعل اليوم يوم خير 
يارب 
....
عبدك

الجمعة، 23 مارس 2012

القسوة .. والفسوق


تلى الإمام آى الكتاب بصوت له شجن تسرب الصدق من قلبه لقلبى وشعرت كلمات الرحمن تنساب بين عروقى كماء يسقى أرضاً تشققت بالعطش .. الحمد لله أن لنا رباً كريماً نلجأ له حين المحن 
الحمد لله أن لنا ربا شفوقاً يرحم ضعفنا عند الندم
ياااا حسرة الملاحدة  لاطريق لهم ولاسبيل أمامهم إلا أن يقتلوا أنفسهم حين تنزل بهم النوازل 
اللهم إنى أشكرك أنك أنت الله أيها الطيب الجميل 
إن أعظم نعمة فى ماكان وما لم يكن وما سيكون أن الله هو الله


خرجت من صلاة الفجر وما أن انتعلت حذائى ومشيت بضع خطوات حتى رأيت امرأة بين خيوط الظلمة والنور تتهادى 
لفت نظرى خروجها فى هذا الوقت بُعيد صلاة الفجر مباشرة .. جلبابها الأسود البسيط وهيئتها تشى بغير مواربة بأنها امرأة فقيرة 
لكن وجهها كان سعيداً 
تحتضن صحبة من الزهور وبخبرتى بعالم الزهر استطيع أن اقول انها زهور رخيصة جداً .. لكنها جميلة جدا وغالية جداً 
وفوق رأسها تحمل كيساً شفافاً يظهر من خلاله عدد من الكعك .. أو ما كنا نسميه ونحن صغاراً (قرص القرافة)
القصة واضحة هى امرأة ذاهبة لزيارة القبور 
لكن لماذا تلك السعادة البادية على وجهها ولماذا كانت تحتضن تلك الزهور بهذه الطريقة الحميمة أقسم لكم إنى لا أسعى إلى نقل صورة أجملها وأوشيها كأديب يتقن أن يفعل مايشاء لاوالذى سجدت بين يديه بل هذا مارأيت حقاً وتسرب لنفسى .. كان مشهداً بسيطاً عميقاً


لولا الخجل وأنى سأبدو سخيفاً جداً لما ترددت فى سؤالها من هذا المحظوظ تحت التراب الذى انت ماضية اليه بهذا الزهر الطيب
لكن لم يكن الأمر يحتاج لسؤال فقد استقر فى نفسى انها ارملة ذاهبة لزيارة قبر الزوج .. إنه موعد حب
فإن السعادة التى كانت بين عينيها لايحيكها إلا مخيط العشق وليس شيء يسعد قلب المرأة فى هذا الوجود مثل لقاء الحبيب حتى لو كان تحت التراب 


أنا لم ألمحها إلا لبضع ثوان فى المسافة بين خروجى من المسجد وتجاوزها لكن دارت بعقلى كل تلك الأفكار وأنا فى طريقى لشراء علبة سجائر صباحية واثناء عودتى للمنزل ..كل  تلك الفترة وأنا غارق بأفكارى التى لاتنتهى ابداً


وسألت نفسى ترى هل ذاك العاشق الموعود تحت التراب كان ملاكاً .. تُراه كان رجلاً من عطر.. كان زوجاً فى حجم زهرة .. هل هو من ذاك النوع الذى لايخطيء ابداً ؟!
قطعاً الإجابة بلا .. 
فمن هذا الذى خطى فوق تلك المستديرة ولم يخطيء ؟
قطعاً كان بينهما شقاق وخناق وواقع مر المذاق وتشاحن وتضارب .. لكن حتماً كان بينهما ذاك السر الكبير كان بينهما حــب
ذاك الجميل الذى حين يصدق يمر العاشقان فوق جسره آمنين من كل المهالك بينهما رحمة ..
لابد أنها تتذكر دوماً اخطاءها بحقه وغفرانه لها فلا شيء يزيد الحب فى القلب مثل الرحمة ولاشيء ينزعه مثل القسوة 
فبقى الحب صامداً ولم يحول أى شيء بين قلبين أحدهما تحت التراب والآخر يحتضن باقة من ورد فقير 


وتذكرت آية رددها الإمام اثناء الصلاة ( إن الله لايهدى القوم الفاسقين)  تأملت كثيراً فى قول الله هذا .. ولماذا الفاسقين تحديداً 
لأن الفسق ليس زلة يقع بها الإنسان بل هى نفسه وقد استحالت حيواناً بل وأحط من الحيوان 
إن الله لم يصف الزناة بأنهم فاسقين  لكن وصف من رمى امرأة فى شرفها بأنه فاسق
لأن الذى يهتك شرف امرأة ذات شهوة فهو انسان مخطيء وقد يندم ويتوب على جريمته فتصير سبيل نجاة وطريق هدى أما الذى رمى امرأة بالكذب فهو انسان سقطت منه إنسانيته لأنه إنسان بلا رحمة .. فليس شيء أشد قسوة فى الوجود من رمى امرأة طاهرة فى شرفها بغير إثم ارتكتبه .. نعم هذا هو السر فالرامى القاذف لم تخالط قلبه الرحمة ولا قيد أنملة حين فعل فعلته الشنعاء وصدر كل هذا الالم الرهيب بفريته وكذبه لطاهرة بريئة  لذا استحق وصفه بالفاسق !!


وتذكرت تلك الصديقة التى حكت لى قصة حب بل قصة كذب 
عندما قدمت لأحدهم كل شيء حتى كادت أن تمنحه حياتها ثمناً لحياته وذات قسوةٍ بالغة وساعةٍ فاصلة وقف أمامها بوجه جحود وقلب خالٍ من الرحمة وقذفها بجملة فاسقة الكذب وفاسقة القسوة أيضاً :
 ( أنت لم تفعلى لى أى شيء)
 فكانت جملته أعلى صوتاً وأشنع وقعاً من كل قبائحه وجرائمه إنه فاسق نعم إنه فاسق .. والفاسقين بعيدون كل البعد عن النجاة لأنهم لم يخطئوا كبشر بل فقدوا بشريتهم أصلاً وسقطت آدميتهم إبتداءً 




لأن الطيبون ليسوا أفراداً بلا خطايا
لكنهم رجال يندمون حين الخطأ ويبكون حين الألم ويرون عذاب الآخرين عذاباً لهم هولاء هم الطيبون ..
 أما الفاسقون فهم قساة القلوب 
رُب امريء لم يقترف ذنباً قط لكنه فاسق القلب لأنه لايرحم حين يحين موعد الرحمة ورب انسان غارق فى خطيئته لكنه قدسى القلب ولكم فى قصة العاهر آية:
 ( إن الله غفر لعاهر وأدخلها الجنة لأنها سقت كلباً حين ظمأ .. وأدخل امرأة النار لأنها حبست قطة لاهى أطعمتها ولاهى تركتها تاكل من خشاش الأرض)
 ألم أقل لكم هل فهمتم هل صدقتم ؟
فتشوا عن الرحمة تجدون الإيمان الحق .. فتشوا عن القسوة تجدون الفسق قابعاً خلف وجهها الجحود .


ربما لهذا كرهت جداا الجنود  القساة فى سورية الحبيبة ليس لأنهم يقتلون الابرياء فحسب .. لكن لأنهم يفعلون ذلك بقسوة خسيسة إن الذى يضع حذاءاً فوق عنق عجوز ويسلخ طفلاً فهو ليس عدو بل هو ليس بإنسان أصلاً
القسوة شيء بشع .. بالغ البشاعة
قاتل الله القساة

الأحد، 18 مارس 2012

آآح

آح .. صوت نصدره حين تلسعنا النــار
هل جربت أن تقول (آح) حين يلسعك الشوق ؟
!!

الأحد، 11 مارس 2012

أشياء لاتـُــنسى ... !

إكتشفت  أننا حين نسعى لنسيان الألم فإننا نتألم بشكل أكبر مما لوتركنا أنفسنا دون تلك المحاولات الساذجة 
فنحن لاننسى بإرادتنا أبداً
الأشياء هى من تقرر دوما هذا المصير
فإما أن تـُـنسى ببساطة .. أو  لاتـُـنسى أبداً


.. 
حين يشمت أصدقاؤنا بجراحنا فإن هذا يؤلمنا بشدة 
وحين ندرك أن من نحسبهم بعضنا هم من أهدوهم تلك الشماتة فإننا نتألم بقسوة أشد


..
ليست الأحزان كلها قبائح
هى حقيقة بلا قبائح أصلاً
لو لم يكن من فضائلها غير تصفية روحك من وساخاتها العالقة لكفى ولو لم يكن لها غير تصفية أدق الشوائب العالقة بقلبك لكفى 
ولو لم يكن لها غير جعلك لاتكره أحداً وترى حقيقة ضعفك لكفى 
ولو لم يكن للأحزان إلا شرف جمعك بيعقوب النبيل لكفى 
أحبُ كل مانطق به الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لكن أحب كلامه لقلبى هو ترنيمة الحزن التى مايسمعها إنسان به بقايا إنسانية إلا فاضت روحه بالحنين قبل أن تفيض عينيه بالدموع (اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمرى ..)
ما خرجت هذه ورب الحزن والفرح إلا من قلب مكلوم فداك نفسى ياحبيب
فداؤك نفسى يارسول الله 

الاثنين، 5 مارس 2012

إنى أعلم ما لاتعلمون





كان يقف أمام الشجرة ..!
وحدها تلك الشجرة قال له حبيبه لاتقربها لاتأكل منها لاتذق ثمرتها 
ووحدها تلك الشجرة كانت تغويه تناديه فى الليل تتسرب مع الأنفاس لصدره وتسرح مع الدماء بين عروقه 
عشق الشجرة دون أن يشعر .. وصارت الجنة كلها مجرد دائرة مركزها تلك الشجرة 
كل أشجار الفردوس أمست عنده دليل إليها وحراس على أبواب غصونها 
هو لايعرف أى شجرة هى وما نوع أثمارها ربما حتى لم يفكر بروعة مذاقها .. أراه الآن وأنا على حاسوبى المحمول فى مقهاى الذى يضج بالحمقى والمغفلين وبعض الأنذال وقليل من الكرام أراه نعم أراك يا آدم وأنت تدور حولها كل صباح  عندما توقظك عصافير الجنة وكل مساء بعدما تنام زوجتك فتتسلل من بين ذراعيها وتجلس القرفصاء أمام شجرتك العجيبة تتأمل أغصانها الشاهقات غير المتهدلات كبقية الشجر أراك وأنت تسرح بجذعها المستقيم بإنحناء والمنحنى بإستقامة تماماً كروحك التى تجمع الأضداد
أراك وأنت تحاورها : ما أنتِ ؟
تكلمى ؟
تكلمى أرجوكِ لماذا منعنى حبيبى عن ذوقك ولماذا أنت دون كل الشجر ؟
وأراها وهى لاتكترث لك أيها المسكين ولاتعبأ بأسئلتك الساذجة وتثق فى قرارة جذورها بأنك يوماً ستغشاها وبأنك لن تقاوم للأبد 
أسمع هسيس وريقاتها وهن يتضاحكن فى الخفاء من طيبة آدم وضعفه تقول ورقة لأخرى : وماذا لو منعه حبيبه من أى شجرة أخرى ساعتها سيظن أنها فريدة عجيبة وستصبح شجرتنا مجرد شجرة ما أبأسك يا آدم المسكين ليس السر فى الشجر السر فى نفسك فى نفسك تكمن العثرة ..!
الليل يجول والصباح يدور وآدم لازال شارداً يحلم بالشجرة .
آدم ليس شرير وآدم ليس بريء أيضاً .. أراك يا آدم وأنت تخطو نحو الحفرة وتقرر بكل إرادتك أن تقع فى الحمى وأن تغشى الظلام 
آدم لم يكن سكران ثم أفاق آدم لم يكن غافلاً ثم انتبه !!
بل بكل حزم قرر أن يخطيء بكل جد قرر أن يعصى واقترب .. وفعل 
أرى خطواته نحو الشجرة لم تكن خطوات سريعة فرحة مسرورة بل كانت خطوات متئدة حزينة متألمة 
لأنه يحب الحبيب ويكره أن يحزنه يكره بصدق وبإخلاص لاتشوبه شائبه، يريد أن يرضيه بكل جوارحه ويحب طاعته من سويداء نفسه ليس لأنه عبد مخلوق ولازالت أثار أصابع الرحمن على جسده بعد خلقه ليس لأنه عبد كرمه سيده ولازال الملائكة محنية رءوسهم حين السجدة لكن لأنه عاشق صادق يحب الحبيب ويكره له أن يحزن فى نفسه .
آدم أحب الحبيب وطاعته بصدق وأحب معصيته بصدق أيضاً 
نحن كثيراً مانؤذى من نحب ونحن عاقلون ومدركون أننا نؤذيهم ونكره حزنهم ونحرق أنفسنا فداء للحظة ألم تلم بهم ونقاتل الدنيا لحماية أعينهم من لحظة دمع ثخين !!
نحن نفعل الشر ولانتوقف عن فعله بل نسعى له ونكره أن يحجب عنا حتى لو لم نرتكبه أبداً لكن يظل يراودنا حيناً ونراوده نحن حيناً 
نفعله بإرادة ونندم عليه بإرادة أكبر ونهرب منه بصدق ونسعى لإرضاء الحبيب ويؤلمنا ألا نؤلمه ولو مرة 
نحن طيبون جداً وأشرار للغاية !!
ذات مرة سألنى صديقى المخلص (فرانسى) قال لى نورالدين حدثنى عن الخير والشر من أين يأتى ؟
وكنت وقتها فى سجال محتدم معه حول الشريعة وفلسفتها فكدت أقول له ما هذا الذى تقول أيها العلمانى المسكين هل هذا سؤال تسأله لمثلى أنا من شربت الفلسفة ورضعتها رضاعةً أتحسب أن يعيينى سؤالك المهتريء ؟
ومر شهر وشهور وعام كامل ولم أقدم له جواب وكلما وقفت مع نفسى وأتذكر فرانسى الشرير الذى يريد أن يغوينا أقول يا إلهى هذا سؤال جد صعب وجد عسيرة إجابته 
الخير والشر هما المسافة بين فتح آدم لعينيه ونفخ إسرافيل فى الصور لإعلان يوم البعث الأخير 
يالك من صديق شرير يافرانسى أتريدنى أن أقدم لك ملخص الوجود فى مقال أو كتاب أو خاطرة ؟!!




لازلت أبحث داخل نفسى وداخل آدم لأجيب لماذا نفعل الشر ونأكل من الشجرة ونحن ندرك أنها حسرة وليست شجرة 
ثم لماذا نحب الخير ونسعى لرضى الحبيب ونندم على إيذاء نفسه وأيهما أشد سطوة على أنفسنا من صاحبه الخير أم الشر؟!
لازلت أراك يا آدم المسكين وأنت واقف على أعتاب الشجرة تكرهها من كل قلبك لأنها تغويك عن طاعة الحبيب وتريدها من كل قلبك لأنك تحب كسر القاعدة وفتح العلبة وتحسس الجدار وشم الإناء وكشف المخبوء لأنك تريد ماليس لك دوماً 
تريده وأنت تركب سيارة فارهه ثم تحلم بسيارة أرفع قدراً تريده وأنت تأكل من طبق أمامك ثم تزعق أين طبق كذا تريده وأنت تبحث عن نفسك فى الغد وتنسى ذاتك فى اليوم تريده وأنت ترمق المستقبل ولاتنشغل بالحاضر ولايمثل لك الحاضر إلى مطية لمستقبل لم يأت بعد وعندما يأت المستقبل تحيله هو الآخر لمطية لما بعده أنت دوماً تبحث عن كل مالم يحدث بعد
أنت دوماً تبحث عن كل ماليس هنا 
ستظل تأكل ياآدم من الشجرة وستظل تندم وتبكى بصدق حارق (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين)


والعجيب الغريب أن حبيبك يدرك سرك 
نعم يدرك سرك يا آدم فعندما قالت له الملائكة الطيبون لماذا تخلق من يسفك الدماء ويفسد فى الأرض أجابهم إجابة المحب المدافع عن حبيب يعلم أن الخير فى جوهره فقال لهم ( إنى أعلم مالاتعلمون) !!
بحثت كثيراً جداً فى كل التفاسير ماهو ذاك الذى يعلمه الحبيب الأكبر وقال لملائكته أنه يعلمه فلم أجد جواب 
ترى ماذا تعلم ياحبيب عن أبى آدم وعنى فدافعت عن خطيئته وخطيئتى دافعت عنه وعنى جملة لم نفهم سرها إلى اليوم وربما لن نفهمه أبداً فأنت لم تجب عن سؤال الملائكة ياحبيب أنت فقط قلت أنك تعلم شيئاً لايعلمونه 
نعم أنت تعلم
ونعم هم لايعلمونه
لأنك لم تخلقه عبداً بل خلقته حبيباً وبين الحبيبين سر سرمدى دائم لايعرفه إلا الحبيب والمحبوب
يعرف أنه حين يخطيء فإنه لايكون وقتها بعيد عن حبه بل يعصاه وهو عاشق 
وحين يرجع لايرجع رجوعاً عن المعصية بل رجوعاً للحب 
ليس بين الحبيبين إلا حب يدركانه فى سر بعيد وغور سحيق حتى الخير والشر لايقدران عن محو حب بين حبيبين له سر قديم لايعلمه أحد
وإذا سألهم الناس أو حتى الملائكة قال :
إنى أعلم مالاتعلمون