الجمعة، 21 ديسمبر 2012

قهوة على الريحة ..




تنبــيه : هذه القصة من أحب ماكتب قلمى إلى قلبى .. أو ربما من أحب ماكتب قلبى إلى قلمى !!

توضيح : هذا ليس النشر الأول لها .. لكن بعض الكلمات تأبى أن تسكن الرماد لأنها حية بالصدق .. الصدق لايموت

تحذ،ير : حاذر أيها العاشق من أمنياتك ، وأعلم أن الهلكة بنت الأمانى
لاتطلب البعيد .. ليس لأنه صعب ، ولكن لأنه قد يأت .. فيذبحك .
كن على حذر من الأحلام .. فقد تتحقق.

هكذا كانت القصة
***********
فتحت درج مكتبى وأودعته حقيبتى وقررت أن أمنح نفسى للهواء إلى حيث لا أدرى كنت بدون الحقيبة أخف وزناً وأكثر حرية ،أحمل فى جيبى ورقة صغيرة وقلم أسود حتى إذا هاجمتنى خاطرة سلسلتها بسطورى .
مضيت أتيه فى تلك الطرقات المتشابهة أطالع الأسفلت الخاضع تحت خطواتى المتئدة ، عينى تسبح فى المسافة مابين مقلتى والحذاء ،أنظر من أعلى بشكل عامودى كأنما انظر من انبوب يحاصر البصر فلايلفت إنتباهى شيء من تلك الكائنات المتحركة على قدمين ولا اكترث لأبواق السيارات التى تخترق مسامعى كأنما تسبنى : أن إنتبه أيها الأحمق !!
لابأس فلتنتبه السيارات أو لتدهسنى حتى، أما أنا فلن أغير المسار فمن عجز عن تغيير مصيره لايعبأ بتغيير مساره !
سأظل أنظر من أعلى لأسفل اراقب قدمى وهى تتبادل الخطوات مرة يمينى تسبق شمالى ومرة شمالى تسبقها
لا أدرى متى ولاكيف وجدت نفسى واقفاً أمام ذلك المكان الذى جمعنا ذات أمل منى وذات تحدٍ منك.. تـُراكِ كنتِ تتحدين نفسك وتثقين بقدرتك على أن تنظرى بعمق عينى ثم تقولين وداعاً ؟
لابأس أحسنت ياحبيبتى فقد كسبتِ الرهان .

إقتربت من بوابته الزجاجية فانكمشت داخل ذاتها دون أن أدفعها بيدى أو أركلها بقدمى ، كبوابة سحرية ألقيت عليها كلمة المرور فاستجابت للسيد القادم ، ابتسم عامل الإستقبال فلم ابادله ابتسامته فلازالت عينى مصلوبة على وجه حذائى ، صعدت الدرج القصير فاستقر بى الصعود بالطابق الثانى ، أبحث عن الطاولة الأولى التى جمعتنا بلقاءنا الأول ، كانت تجلس يتيمة بين أخواتها معظم الأماكن مستعمرة برواد المكان ،وحدها كانت تنتظرنى بجوار النافذة، تقبع بإنتظار صاحبيها وفّى أحدهما بالوعد وخان الآخر !!
إبتسمت الطاولة لقدومى وامتلئت عينى بالدموع !
فرحت أنها كانت أوفى منك واختارت إنتظارى ولم تعبأ ببرد وحدتها .
جلست على الكرسى الذى استقبلنى أول مرة وبقى كرسيك شاغراً إلا من عطرك .
نظرت له مالى أراك حزيناً أيامقعد الغائبة ؟
فقال: أين هى ؟
قلت له لاتسلنى عنها أما يكفيك وجودى ؟
إضطرب الكرسى: لكن العقد مختومٌ بثلاثة أبطال أنت وهى والطاولة ، فأين هى ؟
قلت له : رحــــــلت .

أنهيت حوارى سريعاً مع المقعد حتى لا أبدو كمجنون أمام العيون المتلصصة !
مررت بكفى على وجه الطاولة أبحث عن أثر أناملك الطويلة كمن يكشف سر البصمات ، بصمتك على روحى قد استقرت والجناية مكتملة الأركان والدم يشهد ضدك ،كل الأدلة تدينك ياحبيبتى مدينة أنت بقتل الأمل والعمالة لدولة الخوف !
خنتِ وطن الرجاء وبعتِ نفسك فى سوق الواقع المضمون وتركت مملكة جنونى المشروع !!
حضر النادل النحيف الذى كان يبتسم لنا حين أراوغه :(أحضر لنا قهوة على الريحة ) لكن حاذر نحن نكره السكر لاسيما أن أمامى قارورة سكر مصفى ، فأخذ يدون فى دفتره ماطلبت منه وتذكرتك وأنت تتشبثين بى كطفلة : أكد عليه أن تكون على الريحة فكلما طلبتها كذلك قدموها لى (زيادة) .
فنظرت لك بثقة تسمينها أنت "غلاسة" : لاتقلقى فأنا من طلبت وليس أنت ولن يعصوا أمرى .
وجاء النادل بفنجالين كنت أرتشف قهوتى ببطء لأنى أرقب شفتيك وأخال أنى أرتشفك أنت لا القهوة ولم أكن فى عجلة من أمرى لأفرغ من شفاهك أو القهوة ، بينما أنهيت أنت مهمتك سريعاً دائماً على عجلة أنت من القدر ومن القهوة أيضاً !!

توقفت عن الذكرى وأيقظ خيالى ضجيج مقعدك الشاغر !
فأمسكت بالقلم والورقة الصغيرة وأخذ القلم يدور فى خطوط متعرجة تاهت حروفى ولم تسعفنى الكلمات ، ماذا سأكتب فى الصفحة البيضاء قدرها أن تبقى بيضاء إلا من جرح ودمعة وبقعة حبر مبعثرة !!
المكان صاخب بمن فيه لكن لا أسمع ضحكاتهم ولا أحاديثهم ممتليء أنا بغيابك الجاثم على قلبى ، أخرجت جوالى وكدت أهاتفك أو أبعث لك برسالة أنا هنا فتعال ِ !!
ولكن تذكرت وعدى لك فأعدته لجيبى صامتاً بيأس كما أخرجته صامتاً بأمل .
لقاءنا الثانى والأخير كان علامة ياسيدة العلامات ، هل تذكرين كيف كان لقاءاً مضطرباً عندما لم نجد طاولتنا الأولى وترددنا على كل الأماكن ونحن نغير الطاولة لمرات ثلاث كأننا نرفض أن يجمعنا مكان جديد !!
كأنه لايسعنا إلا ماكان وما فات وما انتهى
كان المكان قلِقاً والجو خانق والعجائز تملأ كل الكراسى ، عجائز متصابيات كقصتنا العجوز التى تمتد فى عمق الذاكرة وجوف السنين لكنها عجوز بكر، متى تصبح قصتنا عروس تحيط بها الدفوف ؟!
البرد يدق عظام الأمل والوحدة تصفق كل الأبواب فى وجه الرجاء والريح تعوى فى أذنى أن غادر المكان أيها الـ " طيف القديم" !
ووحدى هنا أستعيدك من بين مخالب الماضى ، وحدها الذكرى صارت ملكاً لى ، هل يمكنك أن تهربين من خيالى أيضاً ياسيدة الهروب الكبير ؟

نضب الفنجال ونبهنى البن العالق بشفتى أن نصف الوقت قد إنتهى فوقتى كان معك على مقدار فنجالين وفقط !!
ناديت النادل أن أحضر لى باقى القصة ، فقال عفواً لا أفهم !!
فقلت له عفواً أحضر لى فنجالاً آخر لأنتهى من هذا اللقاء .
لقائين فقط جمعا بيننا وهاتف الليل القديم ثم جاء وقت القطيعة الكبرى
مرة قررت ألا أكون لكِ ومرة قررتِ ألا تكونين لى ، فهل أصبحنا شركاء فى دم الأحلام ؟

حضر النادل بالفنجال ولازال مقعدك شاغراً يفتقد جلستك الأنيقة ساقٌ على ساق وعين خائفة وأنامل مضطربة عابثة تفضح أنثى على شفير الحب وسيارة تنتظر بالطريق الضيق لتقل الحلم إلى مثواه الأخير !!

إرتشفت جرعة واحدة ثم فوجئت بجسد ينتصب أمام الطاولة يمد يده مصافحاً ، إنها صديقة قديمة قادها حظها لمكاننا ، صافحتها بيد باردة فلم يكن الوقت مناسباً للقاء الأصدقاء القدامى ،هذا وقت للذكرى وحدها .
سألتنى هل تنتظر أحداً ؟
فنظرت لكرسيك فطأطأ رأسه خجلاً ، فقلت لا
لا أنتظر أحداً فلن يأتى أحد .
فعرضت أن تشاركنى الطاولة ، فاضطربت لطلبها
كيف أهدى مقعدك لامرأة سواك .. فوجودك يفضح قبحهن وغيابك أيضاً .
صمت ولم أرد على طلبها المزعج ونظرت لكرسيك مرة أخرى فهز رأسه متوسلاً لا ، فهززت له رأسى مطمئناً لاتخف
لن أخونك
إعتذرت منها عفواً لايمكن فأنا سأغادر فوراً، والفنجال يفضح كذبى فلا زال مترعاً بقهوة على الريحة!!
لكن لابأس أن أبدو فظاً سخيفاً ، لكن لايمكن أن أخون مقعدك بأن أهبه لأخرى !!
الكرسى لايمكن إلا أن يكون لك أو الذكرى
غادرت الطاولة والمقعد يتيم بدونك والفنجال يتيم بدونى
هكذا كل مابيننا مقدورٌ عليه ألا يتم
___________________

الأحد، 18 نوفمبر 2012

تباً لمروضى الأحصنة ...!



- يالك من امرأة مثيرة للعشق والوجع .

- كيف تزعم عشقك للأحصنة البرية وأنت تضمر ترويضها ؟!
إذا أردتِ معاشرة الخيل فتعلمى فن الصهيل ودعكِ من حلم السروج وعقيدة اللجام !

- المخدرات توقف حواسك عن الشعور لكنها أبداً لاتوقف شعورك عن الإحساس !

- النساء كالسجائر لامشكلة مادمت تغير أنواعها ، لكن حينما تأسرك نكهة محددة ساعتها أبشر بسعال ليلٍ طويل فقد صرت عضواً نشطاً فى نادى مدمنى التدخين والإحتراق .

- أنا احب هذا الوطن .. لازلت احبه

-من خانك ليس من غدر بك بل من غادرك وأنت امس ماتكون إليه : ياعابر السبيل علاما تشكو الخيانة ، والطريق ماجُعلت إلا للمرور ، فعلاما مكثك للنحيب يامسكين ؟!


- ما أعجب من أعطى ظهره للباب ثم جلس يبكى متساءلاً لماذا لايفتح لى 
اطرق أيها العاجز فما طُرقَ بابٌ إلا وانفرج  !!!



- غادر العقرب ساعة الحائط ولسعها فى قلبها ، ثم عاد لمكمنه لحائطه .

لكن توقفت الساعة للأبد .. ماعاد هناك أى معنى للوقت !


وددتُ أن  اُخرج بنات أفكارى ثم أغتصبهن جملة واحدة 

ثم أعود لنومى الهاديء .!


- غادر قبره .. وضاجعها حتى عاد حياً .

فغادرها .


- لاتطلب ماليس لك ، فيصيبك ماليس بك

- والجروح قصاص



السبت، 17 نوفمبر 2012

..

كم هو مؤلم أن تشك فيمن تراه حارسك ، وكم تكون الخيبة فاجعة حين تـصدُق شكوك .

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

عرايا البحر ..!!





أهلاً رفاق القلم : ارتبك البعض لموقفى من مشروع كتاب المئة تدوينة سواء انسحابى المبكر أو لغتى التى وجدها لاذعة وناقدة وحيناً متعالية مغرورة !
والحق أقول لكم ذاك محض خيال .. فأنا قلمى متكبر بمبادئه (بمعنى أنه لايخضع إلا للرقابة الأدبية وماسواها لايعنينى )
 وليس مغروراً وثمة فارق كبير بينهما لو يعلمون .
عن فلسفتى للقصة سأحدثكم وهذا حديث جد خطير لمن أراد أن يدرك حقيقة من أهم حقائق الأدب ، فقد كثر المتفيهقون والنسباء غير الأصلاء بهذا الأمر وجعلوا من القصة صنعة  وما هى بصنعة وجعلوا منها حرفة وما هى بحرفة فجاء بغثاء السيل وزبد البحر وذهبت أقلامهم أدراج الرياح وذهبت أحرفهم جفاءً وتساقطت أفكارهم كأوراق الخريف تحت أقدام الرياح لايذكرهم الذاكرون ولاتترحم عليهم العقول .
إن الأدب كما أراهُ أنا : هو تقديم ماهو معروف بطريقة غير معروفة 
ماذا أريد أن أقول ؟
إنك تستطيع أن تقرأ مئات القصص وعشرات الروايات ولاينطبع منها بوجدانك شيء لماذا ؟
لأن القصة المسرودة وإن حملت بين طياتها البكاء المرير والألم الضارب فإن هذا لن يجعلها بعيدة عن يد النسيان وذاك لأن الواقع بما فيه من حسرات وما يغص به من خيبات ومآسى كفيل بأن تمحو يده ماسطر الخيال من ألم !
كيف تخلدون أنفسكم فيما تسطرون ؟
إنكم لن تنالوا هذا حتى تضربوا صفحاً عن فكرة اللغة المميزة أو الحبكة المحكمة أو الواقع المحتدم فى السطور لأن هذا ليس غاية الأدب فذاك مبثوث فى دواوين التاريخ ومنقول فوق ظهر المقالات ومحمول فى بواطن الدراسات الإجتماعية 
إنما الأدب هو الخيال البريء الذى لايتقيد بقيد ولايقف عند حد دون قانون محدد وقواعد موضوعة سلفاً بل هو ذاك الانسياب السارح وذلك السيلان السائح بغير مقياس ودون إيقاف ، وأنا هنا لاأتحدث عن الشعر والشاعرية بل عن الغوص وفن الغرق 
نعم أيها الزاعم نفسك أديباً وأديبة إن التحدى الذى ينتظرك هو أن تلقى بنفسك فى لجة الإنسان لتستخرج ما لم يعرفه قبل إنس ولاجان 
وذاك بإخراج المسكوت عنه فى خوالج النفس ولواعج الروح ، دورك هو إستخراج رائحة الأنين ، عرق الانين ، ملمس الأنين ، وليس صوت الأنين !! فصوت الأنين معلوم لكل أحد ولن يكون لك فضل فى بعث من هو حىٌ أصلا !
الأدب يازاعم الأدب ليس أن تحكى لى عن دموع أرملة وعن حشرجات نحيبها وعن عشق بعلها فذاك لعمرى ضرب من ضروب السذاجة لأنه معلوم للغر قبل الحكيم !
إنما دورك أن تخبرنى بم توشوش به الأرملة وسادتها عند النوم ، تخبرنى كيف تضطرب نفسها عند سماع مغازلة رجل وكيف ترتج بين دفتى الوفاء والشوق لأنثاها المثخنة بجرح وحدتها ، أن ترسم لى صورتها وهى تستحم وتصف لى كيف تداعب خيوط الماء بين نهديها تارة حين تتذكر مس الزوج الراحل ومرة حين تغافلها أنثاها بإشتياق الرجل المجهول !

دورك أيها الزاعم نفسك أديباً ليس أن تحكى لى قصة حب هوت ، ولا قصة وطنٍ بدت ، ولاحكاية حنطور تختلس فيها فتاة قبلة بفتاها فى غفلة من السائق !
بل دورك أن تصف لى ماقبل الشوق وما بعد الفعل وبينهما تجعل الأجساد مرايا أرواح تتجلى عليها صورة الإنسان الأول 

أنا أديب الإنسان .
جعلت نفسى وقفاً على كل هناته وضعفه وخيبته ومجده وتألهه فى ساعة غيبة رقيب الخوف ووازع العبودية
 أنا أديب الإنسان عارياً وباكياً ونازفاً وراقصاً 

غضبت حين حكم بعضهم على قلمى فاستبعدوا ماخطت روحى ، نعم غضبت .
ليس لأنى من حلبة صراعهم الصغير خرجت لكن لأنهم لم يدركوا سر الأدب ثم جعلوا أنفسهم قضاة فى ساح عدالته !!

أنا حين أكتب ترتعش يداى وتصيبنى رعدة مرهقة تهتز لها أوصالى واكتب بسرعة الضؤ لشد ما اصارع مايوحى إلىّ وأسارعه قبل أن ينفلت زمام الحرف عن روحى ، متقلداً روح إنسان سقط من فردوسه وحيداً شريداً فأنظر بعين من ترى من قدامها كما ترى من خلفها ، بعين من يدرك لوعة المصير ويعلم أين تختبيء الأسرار المذلة والخفايا المهينة فإستخرجها  بضاعة رائجة للعيون منادياً على بضاعتى بصوت تاجر خبير : تلك بضاعتنا فلترونا بضاعتكم ، ذاك هو الإنسان 
أنا أجرى عملية جراحية دون أن  أرتدى قفازاً واقياً لبصمة الأصبع ولا كمامة حاجبة لزفرة الأنفاس ، ودون أن أضع مخدراً لذاك المسجى أمامى ، بل أقطع شرايينه واستخرج قلبه واضع روحه فى قارورة  وأنا أرى اعضاءً تهتز تحت مشرطى كاهتزاز عصفور تسافر السكين فيه ، فأبكى لبكاء بطل أكتبه وأنزف لنزف عاشقة اخلقها  فوق السطور .!
تصدر الأدعياء المرقة من قوس الأدب الساقطون من عين القلم الغارقون فى محيط البلادة  .. تصدروا للحكم على قلمى زاعمين أننى مسرفٌ فى لغة الجسد مغرق فى شهوانية الحرف !
نعم أقولها لهم أنا ذاك الفرس البرّى الجموح هيهات هيهات أن تنام أسرجتكم فوق ظهرى أو يعانق لجامكم عنقى 
أنا ذاك الجامح فى الحياة أعيشها بفلسفة صعلوك ينهل منها غير آبهٍ لنهاية تنتظره ولامتهيباً لراصدٍ يترصده ، بل أطلق العنان لقلمى كما كان يطلق الشنفرى العنان لساقيه فيسبق الريح ، أنا من "تأبط شرا" وأنا من تأبط خيراً أدخن كأنما سجائرى ماء يطفيء ظمأ من ضل فى الصحراء مذ ولدته أمه ، وإذا عشقت امرأة شربت نخاع العظم منها ، وإذا ثرتُ حملت الروح والجسد وألقيتها فى وجه غاصبى غير مبالٍ بموت وغير متراجع أمام رصاص ، أنا ذاك الذى يبكى لمعصيته كآدم المسكين إذ هوى ، وأنا ذاك الذى يرتدُ قوياً كجلمود صخرٍ حطه السيل من علِ كما قال صعلوكٌ قديم ، وأنا ذاك الذى يتسربل بضعف  طفل حين يضربه القدر  فيندسُ بين ركبتيه غير قادرٍ على مواجهة الوجود !
أنا كل هذى المتناققضات وقد استوت رجلاً حين استوى قلماً 
القلم هو ذاتى التى أدركت أن الأدب دربها وعلمت أن سر الأدب يقف باسماً لمن نزلوا البحر عرايا وجابهوا المطر حفاة 
الأدب ياسادة أن تقول لنا ما الإنسان !
فإن لم تفعلوا فسموا أنفسكم ماشئتم غير أنكم أبداً لن تكونوا من ابناء الدواة اولئك الذين ولادتهم إعجاز وكلهم يسوع المسيح جاءوا هذه الدنيا بغير أب ، إنما ينسبون للدواة ووحدها الدواة 
فإن لم تفعل هذا فدع عنك الكتابة لستَ منها ولو لطخت وجهكَ بالمدادِ 

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

الهاتف الذى تحاول الإتصال به ..لن يرد




الهاتف الذى تحاول الإتصال به .. لن يرد (قصة قصيرة)
__________________________

امسكت الهاتف وعاودت الإتصال :
الهاتف يرن للمرة الأربعين ولايرد ..!
لعله نائم ..!
لعله خارج المنزل ونسيَّ هاتفه ..!
لابأس .. سأعاود الإتصال بعد قليل .. حتماً سيــرد


-دائماًكانت تعطيه الحجج بالمجان وتتدرع بالأوهام لتخبيء حقيقة واحده تعلمها جيداً : هو لايحـبهـا
جلست تتلو على نفسها كل تفاصيل الحكاية .. فأصابتها الصدمة لاتوجد تفاصيل لتلك الحكاية ..ليست هناك حكاية !
اسئلة قاطعة تسددها لذاتها ثم تقدم لها أجوبةً مائعة مخنثة الجواب هكذا كان طقسها كل ليلة :
* هل يحبنى ؟
لا أستطيع أن أقول لا .. ولاأستطيع أيضاً أن أقول نعم 
ففى أكثر لحظاتنا حميمية كان يبدأ جسدى عندأطراف شفتيه وعندهما ينتهى ، يبدأنى بقبلة غاضبة وينتهى منى بقبلة تربت على كتفى ولاتربط على قلبى 
وبينهما يطبع قبلاته فى كل مكان ، يفاجئنى بطرقٍ غريبة وشاذة للمضاجعة ويردد دوماً كلمات من قبيل :
أشتهيك .. أعشق شفتيك ..جسدك يلهمنى .. استدارة نهدك مربكة .. حلماتك مراوغة .. أنفاسك تحمل نكهة الحشيش الأفغانى
لكنه أبداً لم يقل لى - أحبــك -  لماذا لايقول أحبك لو كان يحبنى ؟!
لا.. لكنه قال أنه يعشق شفتى وهذا يعنى أنه يحبنى .. حقاً هو لم يقلها واضحةً لكنه قال -أعشق شفتيك - أليست شفاهى هى بعضى بالنهاية وهذا يعنى أنه يحبنى بطريقة ما !
السؤال يستبد ويتسيد .. والإجابة تخضغ وتتخنث .. تعيد المحاولة فلا زال بجعبتها مزيد من الأسئلة يمكن ان تقهرها بأجوبة قاطعة :

* هل يغويه جسدٌ غيرى ألست الأفضل لديه دوماً ؟
- تبسمت .. هذه المرة تشعر أن الجواب سيكون بصفها وستهزم الأسئلة الطاغية :
جسدى خارطة سرية تدل عليه حيثما كان وتحدد تاريخه معى بدقة لايضل من يفك شيفرتها .. فخربشاته فى كل مكان تشى بمروره ذات مساء على تلك الأرض البكر الخصبة
عضته على نهدى لازالت تؤلمنى منذ ثلاثة أشهر تاركةً ندبة زرقاء بإحمرار .. أتحسس موضع العضة أداعبها بسبابتى والوسطى فيتجلى لى وجهه الهاديء كأنما أستدعيه بكلمة (سمسم) كم أعشق وجهك ياحبيبى ذاك الذى لايشى بهمجيتك أبداً ، يالك من كذاب كبير ياحبيبى .. لستَ ذاكَ الرصين الذى يعتقدون .. أنت فاسق الفراش ..جاريتك الأثيرة أنا 

تكاد الإجابة أن تنتصر .. أوشكت أن تُجهز على السؤال الملعون .
لكن تلوح فى الأفق خيوط حقيقة أخرى تتجلى لها كليل يزحف على روح النهار ببطء حتى يكفنه ويشيعه لمقبرة الظلام 
عيونه حزينة دوماً عند المضاجعة ، عندما أرفع وجهه عن صدرى أرى غيامات الدموع تغطى عيناً أعشقها ، أنفاسه مرهقةً وهو يمسح وجهه ببطنى ، يشرب من سرتى لكنه أبداً لايرتوى ، ووسط المضاجعة وبلامقدمات ينزع سره من سرّى ويلقى ظهره لوسادة عالية يراقب السقف ويدخن سيجارة بشره كأنما يمتص روح الدخان ، أحدثه لايسمعنى .. اُساءله فلايرد جواباً ، يطفيء سيجارته وينغرس بى ليطفيء ناراً أخرى تحرق روحه بغير دخان .!!
لوكان يحبنى ويجعل جسدى مسرحاً لعشقه فلماذا لايحدثنى لماذا لايقبل منى كلاماً وهو يظللنى بجسده المتصبب ؟ 
لماذا يضع أصبعين على شفتىّ ويقول : هُشششش
اللعنة عليك ياحبيبى ، كم أكرهك وأكره جسدى أنت لاتضاجعنى ، بل تضاجع أخرى هنا غيرى .. تضاجعها بى أنا 
تصلبها بين نهدىّ ، تدفنها بسردابى .. ثم تغيب عنى شهوراً طوالاً بعدما تسقطها عندى وتتخلص منها بداخلى 
جعلتنى محظية ، وأحلت جسدى حبة نسيــان .!
لكن هو يعود فى النهاية ، هودوماً يعود لى .. يعود عندى .. أليس هذا يعنى أنه يحبنى أو يريدنى 
سقط الجواب مرة أخرى وفاز السؤال المفزع ، بقى سهم أخير بجعبتها لتسدده وتستريح من يدرى فالراحة تأتى دوماً فى الخاتمة :

هل سأتركه يهين كبريائى .. هل أبقى محظيته التى يمنحها ساعةً كلما هدّه الشوق إليها -لا- إليّ ؟
هل أبقى عاجزةً عن إتخاذ قرار أخير ؟
- كان هذا دوماً هو السؤال الأكثر قسوة على نفسها ، مهدودة الإرادة ، مكدودة الوجدان ، روحها تتشظى تتناثر قطعاً من نار كلما لاح لها خاطر حرمانها الأبدى منه ، 
هل تظل عشيقة له فى الظلام وعلى بابها يقف ألف طالب يتمنونها زوجة وسيدة لقلوبهم ؟!
لماذا هو وهو فقط من يحييها بأنفاسه ، لكنه لايحيـيها إلا فى الثلث الأخير من الليل فهو يوماً لم يطأ فراشها إلا فى المساء ولايتجلى وجهه إلا فى الظلام .. هوكالقمر .. هو كالبدر 
لا بل هومصاص دماء ترعبه الشمس !
ليته يعضنى عضة أخيرة يحملنى فيها بجوفه فلا يخرجنى أبداً ليته يمتصنى برشفة ليته يشهق بى ثم لايزفرنى أبداً 
لكن هو حتى لايسمح لى أن أحبه كيف شئتُ بل يريدنى كيف شاء هو !
كم غضب عندما قلت له " أعشق رائحة جسدك فلاتتعطر أرجوك أبداً " لماذا نهرنى بقسوة : إياكِ أن ترددى هذا القول مرة أخرى .
وعجبت من فعاله التى لاتنفك عن العجب ، حتى أدركت سره بأقصوصة صغيرة بجيبه دَوّن فيها شوقه لها وليس لى
" اشتقتك ياعظيمة المقام أما حملك الشوق لرائحة جسدى أما كنتِ ترتعشين بكلمات طالما بُحتِ بها : أعشق رائحة جسدك وأعرف بصمتها، فمتى تمنحين روحى السلام" .

ياإلهى لماذا هذا الظالم من دون الناس عشقته ، لماذا يقسو عندى ويلين عند غائبة عنه 
حتى أنه يكره أن أردد كلماتها كأنما ستتدنس بأذنه حين تخرج من بين شفاهى أنا 
اللعنة عليك وعليها وعلى حبٍ  تقف كلماتى عند حدود كلماتها فيه
اتخذت القرار .. سأغادره وللأبد .
دلفت لحمامها وأنهمر الماء على جسدها يطهره من قلقها الطويل وينسرب لروحها يغسلها من عشقٍ مُذل
الماء مريح للأعصاب وللقلب وللجسد أيضاً .. يمحو أثر بصماته عن صدرها .. يزيل خربشاته عن ظهرها وبقايا ريقه العالق بسرتها 
تطهرت .. وابتسمت .. وخرجت عاريةً تتدحرج خيوط الماء من خصلاتها فوق وادٍ ناعم ينتهى ببحيرة رائقة صغيرة بوسط بطنها 
استلقت على سريرها .. القت ناظريها نحو الشرفة ، نزل الظلام يغطى دموع الستائر وحملت الريح أنفاسه من بعيد
فاغمضت عينيها وشربت نَـفَـسَـه ببطء ونشوة 

أمسكت الهاتف وعاودت الإتصال :
الهاتف يرن للمرة الأربعين ولايرد ..!
لعله نائم ..!
لعله خارج المنزل ونسيَّ هاتفه ..!
لابأس .. سأعاود الإتصال بعد قليل .. حتماً سيــرد
_______________________________________

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

كن صاخباً أيها العاشق دوماً .

قالت قبلنى برفق أو اجتاح شفاهى لابأس
 المهم أن تكون قبلتك صاخبة 
فالقبلة الفاترة إهانة لشوق إمرأة . 

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

...






العشق مرضٌ عسيرُ الشفاء ، وإذا برأ إنتكس ، وإذا ماتَ بـُـعـث
( كلما نضبت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ) صدق الله العظيم


***********
أجمل كلمة عشق : يارب .. عند الفجر
تعانق الغصنان فزفر الشوق : الله
(ماكذب الفؤاد ما رأى ) .

******
كلكم يبكى فمن سرق الكتاب ؟!
***

( ولتعلمن نبأه بعد حين)
***

يانائم الليلِ مسروراً بأوله ... إن المصائب قد يطرقن أسحارا .

***
فى البدء كان الصوت فى الخاتمة كان الصمت .

لكل امريء مسيحه المنتظر .. وقد يخيب القلب فيتبع الدجال وهو يحسبه الخلاص

****
ما من عاشقين افترقا إلا تقاسما الرجم ثم استسلما للهجر ثم علاهما الصمت لايعاتب أحدهما صاحبه ولايقدره أيضاً .

****
القلب هو جوهر الإنسان .. وجوهره الطين
قد يموت ويتشقق بالهلاك بعدما دبت به شهقات العشق فيمسى مواتاً فى موات 
ثم ينزل الغيث فينتفض من قرأنا عليه فاتحة الكتاب 
(وترى الأرض هامدةً فإذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج)

****
اللهم إنى أعوذ بك من قسوة الحيوان وصلفه ، واسألك رحمة الإنسان وضعفه .

***

جاء فى الأثر أن الله يتبسم .
ورب الإنسان لن نعدم الخيرَ فى ربٍ يبتسم .

الأحد، 9 سبتمبر 2012

تمائم عشق ..!




حبيبى غسلت رجلى بماء النبع البعيد وطحنت أجنحة الفراش مع الورد والحناء ودهنت جسدى وجئت .

تعال ياحبيبى لنصعد الشجر نعيش فوقه غرابين يتقافزان فى دلال أو كحدأتين عيوننا تلمع فى المساء ونرصد الأشياء وفى الصباح نعود هدهدين اصيد لك الفراش لتشبع واحمل إليك فيض الندى لتشرب

تعالى ياحبيبى نطير كالنسور لايدرك وكرنا سوى السماء والرياح 
تعرى لأجلى لأرسم فوقك تمائمى الغريبة الأشكال 
حبيبى مصاص دماء لايرويه إلا دمى فوحدى طازجة الدماء ، حبيبى يشتهى الدماء والعرق ويصنع الخمور من نضح المسام ويرقص ثم ينام 
وأنا كنملة بيضاء فى عالم الخيال ، لا اشتهى إلا لحمه الشهى ، أقرضه حتى ينتهى ، ويشربنى حتى أنتهى 
فيدركنى به الفناء ويدركه بى الفناء ، وفى الصباح نعود هدهدين جناحه أحمر وأنا بنية الجناح

حبيبى سيدٌ تسيد ، همجى المزاج لايرضى إلا بالجميع والجميع دوماً حوله وأنا أكره أن يشتهى الأشياء ولاينال .. لكننى أغار !!
فكيف يلهو عنى بجسد الظباء والنعام وأنا طازجة الدماء ، لكن كيف أمنع كفه فحبيبى مدلل وأنا أحب أن اراه فى الدلال ولذا سألعب لعبتى القديمة ، لعبة علمتنيها ساحرة القبيلة .
فعندما ينام أحرسه وأرقص حوله وأنثر التمائم التى تزيد نومه فلا يقوم حتى ترقد الشمس تحت خاصرة السماء 
وابحث عن أفاعٍ يردنه ، يزحفن فى الخفاء ليحُزن قلبه ، هيهات هيهات يامعشر الحيات 
سأقوم فى الليل وأقضم ذيل الحية البيضاء وأحمل بقايا ذيلها لجحر الحية السمراء .. وأسرق بيضة السمراء وأضعه فى جحر الحية البيضاء 
وفى الصباح تصطرع الأجساد وتحرق حياتها الحيات وسمها يحقن سمها وذنبها يقتل ذنبها 
فتهلك الحيات ، ووحدى أبقى سيدة الأفاعى 
واطير للأعالى ادور فى الهواء دورتين وانثر فى عين الرياح فلفلاً أحمراً طحنته برأس خنفساء فيطير الوجع فى كل العيون فتعشى عن حبيبى ووحدى أراه 
وأطير للأعالى أدور فى الهواء دورتين وأتلو تميمة الغواية فأبقى بعينه كضربة البداية وحظه الأثير للنهاية 
أدور دورتين ودورتين ودورتين حتى يدوخ من دوارى الهواء 
وأعود موقظة حبيبى حاملة إليه جناح الفراش نعود هدهدين يمرحان 
جناحه أحمر وأنا بنية الجناح .  

الأحد، 22 يوليو 2012

أخيلة الحروف ..

- قولى أحبك ..
قولى ألف ألف أحبك .. ما أكذب نبضك 
لايبدو فى نَفَسِ الحرف شيءٌ من صدقك 
فأنا آخر المرسلين إليك 
وانت أمتى من دون الأمم فلتكذبي ماوسع الكذب حرفك .


- أنا مَلك الأثرياء فوحدى أمتلك كنز الظلام وسر الصدى 
فتقدموا نوفِّ لكم الكيل ونتصدق عليكم .


- وحدى كنت راهب صوت الحروف ، أسمع فى الليل صداها وأدرك سر الحزن فيها 
وحدى كنت ادرك وشم الحروف واتخذتك غلام الساحر 
فلما تعلمت سحرى أردت أن تمسخنى صنماً 
يالك من جحود.!!


- قالوا لى لغتك يحدوها الشبق والجسد عارٍ بين حروفك وسطورك من دون سراويلٍ تتبختر
قلت لهم أنا الصعلوك العربى الذى تهراق الخمر بين يدىّ واحتز رقاب الظالمين وارسم خيوط الجسد بريشة صوفى 
عندى يبوح الجسد بأسرار أسراه فبين النهدين المنتصبين اصيد سر القلب وعلى افخاذ العاج وأفخاذ نُحاس أدرك سر الحلم ولغة الشوق
وبخزنة سرة عاهرةٍ يتجلى لحن الروح حين يتطهر بالدمع
 وسيول المرأة عندى تخبرنى أن الربة فى الزمن البائد كانت سيدة الكون 
الجسد لغة أسمعها فانقلها فلماذا تعتب على أمانة رسول 


- لكل روحٍ شقيق يدرك سرها من غير نطق 
شقيق كقرين لايأمر بالخير لايأمر بالشر لكن يستمع النجوى ويجلو هم القلب ويدرك سر الوجد 
لك ياشقيق الروح نزفٌ أدين به بين يديك حتى الممات وسرٌ يربطنا له خفاء تجليات الإله الكريم عند المحن وعند الصمت .


- والنجمِ إذا هوى ماضل صاحبكم وما غوى 


- تسابيح الروح تجلو قلب العناء فيضحى حين العشق فرحاً 
سُبوحٌ قدوس .. سُبوحٌ قدوس .. سُبوحٌ قدوس



الثلاثاء، 17 يوليو 2012

على رأى صديقتى : عادى جدااااً



- دقى ياساعة القلب دقى يوم من الأيام حجرك هيفضى !
والقلب ساعة صينى مبتتصلحش .
- شد حيلك ياحزن شد، هانت الحبل خلاص قرب يتقطع
 ملعون ابوك ياأمل ملعون أبوك ياطموح .



- ياحرية فينك فينك ملك الموت بينا وبينك !


- الذين يموتون حين يموتون هم وحدهم من يدركهم الفناء ولذا قررت أن تبدأ حياتى حينما أضاجع التراب 
ستسلبون روحى ويكف قلبى عن الخفقان لكن لن تقبضوا على فيض عقلى قسماً بالإباء
تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن أموت بعد الموت أبداً 
وإن لم تتمسكوا فعسى ربى أن يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا أمثالكم
المجد للصعاليك .. تباً لكل قواعدكم المخنثة 


- رحم الله قتيل الآثمة ولارحم الله قساة القلب بعده 



- أما وأن الحديث عن المؤخرات لايخلو من الشجن  سألت صديقى :
هل تعرف مقدمة ابن خلدون ؟
فقال :  لا _ لكن أعرف جيداً مؤخرة هيفاء وهبى . 
قلت حسناً سنحيا كراماً .


- أيّهذا الشاكى وما بكَ داءٌ 
طيب بتشكى ليه يابن الوسخة ؟!!


- سأكتب وأكتب وأكتب حتى أخِرُّ قتيلاً أو أسحُ حروفا
سأنثركِ فى سطورى ألف امرأة ثم أحترف الأميةَ وأنساكْ


- دوم تيك دوم .. دوم دوم تيكا دوم 
القلم مسيح مصلوب لكن ملوش أب وملوش  أم


- . (نقطة )



الأحد، 8 يوليو 2012

حتى لاتبيض الديوك





الديك هو ذاك الطائر اللطيف رغم أنه ينتمى إلى جنس الدجاج المعروف بخضوعه وأنتخته وكسله كطائر لايصلح إلا للذبح ووضع البيض 
لكن الديك يمتاز بجمال هيئته وخفة ظله على عكس الفراخ ثقيلة الظل قليلة الحركة
كما أن مذاقه أروع ألف مرة كعادة الذكور فى كل أنواع المأكولات 
ناهيك عن قدسية الديك أو مكانته الرفيعة فى نفوس المسلمين وفقاً لحديث لا اعرف صحته  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(لاتسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة)
كما أنه ثبت فى الأثر أن نهيق الحمار يحدث لرؤيته شيطاناً لذا نحن مأمورين بالتعوذ حين سماع النهيق بينما الأثر ذاته يؤكد أن صياح الديكة يكون لرؤيتهم ملاكاً 
ما أروع الديوك بصوتها القوى وهيئتها الملكية وحريتها المنطلقة 
وهذه الصفات مجتمعة فى شباب الثورة الحر المتقد ، ولكن مع التغيرات الجذرية الحادثة فى مسار الثورة أصبح يُراد التخلص من هذا الشباب بإجماع الفرق المتناحرات 
فكان موقف العسكر من تخوينهم وإلصاقهم كل الموبقات بشبابها الأبى وعلى رأسهم شباب 6 ابريل أنبل وأطهر رجال مصر وشبابها 
وكذا فعلت أبواق التيارات الإسلامى بقنواته وفضاءياته وعلى رأسهم ذاك الكائن الحى وحيد الخلية المدعو (خالد عبدالله) وغيره 
وعلى ذات المنوال فعل الإخوان المسلمون محاولين وصف شباب محمد محمود ومجلس الوزراء بأنهم مجموعة من المتهورين دعاة الفوضى 
فاجتمع الفرقاء على محاربة الشباب الذى صنع الثورة بدماءه وحناجره بينما كان هؤلاء جميعا يضاجعون الزوجات ويطفحون الحار والبارد
واليوم تغيرت النبرة وعرف الجميع قوة الشباب ككتلة تصويتية جبارة لايستهان بها وانهم رقم صعب فى المعادلة 
فأخذ دعاة الليبرالية الأدعياء كحزب الوفد الهرِم وحزب الكنيسة مثلا فى (المصريين الأحرار) تحت قيادة ساويرس المتحول وحتى حزب التجمع تحت قيادة العاهر السياسى رفعت السعيد لاعق أحذية مبارك وأسرته 
كلهم يزعمون أنهم أولياء الشباب وأربابهم 
وكذا التيار الإسلامى بإخوانه وسلفييه يزعمون أنهم المعبرون عن نبض الشباب وقد رأينا بأم أعيننا كيف تحول الخطاب الإخوانى فى حملة الرئيس من التقلب بعد دعوة صارخة مدوية للشريعة يقود التدشين لها مشايخ السلفية فإذا بهم وبعد خيبتهم الثقيلة يتحولون من أقصى اليمين لأقصى اليسار ويضعون صور لفتاة عارية الرأس وقسيس كدعوة إلى المدنية وألقوا بشريعة ربهم عن طول يمينهم 
وليس حديثى اليوم عن لارئيس (مرسى) فحديث الرجل مطمئن ونبرته عالية الصدق وشخصياً لازلت أدعمه ماابتعد عن نهج جماعته المتحولة الآكلة على كل الموائد




واصبح الجميع يفتح الحظائر لتدجين الشباب وتحويلهم من ليوث إلى نعاج ومن جذوة متقدة لرماد خامل تحت دعوى التحزب والإنخراط فى العمل السياسى المنتظم 
ولذا وجب التحذير من الدخول فى أى حزب فى مرحلتنا تلك والتى قد تمتد لعشر سنوات على الأقل 
يجب أن يظل الشباب هو السيف المسلط على رقاب الجميع إن هم حادوا عن طريق الثورة سواء كان الرئيس أو مجلس العسكر أو البرلمان أو أى مؤسسة داخل الوطن 
الشباب هو المراقب وهو المحاسب وهو القاضى على الجميع بقضاء ضميره الغض الفطرى الثائر غير الملتاث بقبائح الأحزاب ووساخات الأيديولوجيات 
معاشر الشباب إنهم يريدون تدجينكم وتحويلكم لدجاج يضع البيض حتى يحين وقت  ذبحه فانتبهوا 
لاتستجيبوا لأى دعوة للتحزب تكمم افواهكم وتصيرون رأساً فى القطيع تقولون بما يقول به عجائز القوم وشيوخهم 
أنتم الضمير الحى وأنتم من صنع هذه الثورة 
إياكم أن تخدركم تلك الدعوة فاسقة الخديعة التى يرددها السلفيون بقولة حق يراد بها غير وجه الله حين يقولون (هذه الثورة صنعها الله وفقط)
نعم إن الله صنع الثورة لكن بسواعد الشباب وحزمهم وحسمهم وقوة ضمائرهم وليس كما يريد هولاء الكاذبون الذين يريدون محو العار عن أنفسهم بأن يسلبوكم مجدكم ويتسبون الثورة لقوة السماء فقط دون التفات إلى سببها المقدس وهو أنتم 
وحينها قولوا لهم وإن الذى صنع نظام مبارك هو الله وإن الذى ترك مصر فى الظلام ستين سنة هو الله .. بنفس حجتهم الساقطة أم أن الله كان غائباً عما يحدث تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا 
إن الله ترك مصر للعار والذل لأن أهلها كانوا سببا لهذا ونصرها ورفع عنها يد المهانة لأن شبابها كانوا سبباً لهذا 
وكما قال عمر الفاروق إن السماء لاتمطر ذهباً ولافضة بل وكما قال رب العزة  ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍحَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] 


أنتم من صنع الثورة ياشباب مصر فلاتسمحوا للكهان ولا للكاذبين الادعياء من دعاة الليبرالية المزعومة وقد سقطت ورقة التوت عن أغلبهم كمحمد أبوحامد وحتى عمرو حمزاوى وغيرهم الكثيرين ولاتسمحوا للإخوان الذين لاعهد لهم ولاكلمة ولاتدعوا العسكر الطغاة يتلاعبون بكم ..
إياكم ولعبة الأحزاب فمكمن قوتنا أننا لاننتمى لأحد ولالشيء اللهم إلا لمصر وثورتنا 


____
أما وأن حديثى لازال مصبوغاً بصبغة بيضاوية حتى أنى بتُ أشعر أن قلمى عالق فى كرتونة بيض كبيرة
 ولذا فإن مقالى القادم سيكون بعنوان :
نحن لانزرع البيض .

الجمعة، 6 يوليو 2012

لاتبكوا على البيض المسكوب!!




Testis of Dragon
_______________


إعتدنا أن نقول لاتبك على اللبن المسكوب ..
ولكنى كعادتى أرى الأشياء من زاوية أكثرعمقاً ونحن نحيا فى زمن البيض الكبير بصفاره وبياضه مسلوقه وأومليته 
بلديه ومستورده  بتلزيقه وسمجاته ورخامته
 لذا لم يعدهناك محل للحديث عن اللبن الأبيض الصافى الرائق رمز النقاء 
نحن نحيا فى زمن البيْضْ ..ولذا فعلينا ألا نبكى على البيض المسكوب فما أكثره ولن يفوتنا منه نصيب
 أو يمر من بين أيدينا حقنا فى حياة البيض بكل ما فيها من سماجة 
والحق أقول لكم السبب الثانى فى اختيار هذا العنوان البيضاوى هوموقف حدث لى منذ أيام عندما ذهبت إلى مسمط وطلبت قائمة المأكولات
 وكالعادة أنا لا أعرف معانى مأكولاتهم فهم يغيرون دائما اسماء الاشياء 
 فمثلا يسمون الذيل عكاوى .. ويسمون العيون جوهرة 
 فوجدت بالقائمة أكلة يسمونها (مخاصى )
 فسألت النادل عن معنى المخاصى دون أن يدور ببالى قط أن الكلمة مرتبطة بكلمة الخصية 
 وقلت له ببراءة لا تناسب طبعى ولاطبيعتى ما معنى (مخاصى )
اى جزء فى البقرة هو 
 فقال لي( دة يبقى بيض العجل يباشا )!
 فقلت فى نفسى: العجل يباشا ؟!
شكلك بتشتمنى يا ابن الوسخة .
 ثم تفكرت فى محاسن الصدف وحسن الأختيار الذى وقعت عليه
فضحكت حتى كدت أن اسقط على قفايا
ثم قلت له  أنا آكل أى حتة فى العجل إلا دى 
 ماهذا النحس  ياربى هل تركت العجل بأسره لأمسك ببيضه ؟!


 وتذكرت حال ثورتنا العظيمة وكيف أن الثوار لم يخرجو منها إلا ببيض العجل
 فذهب المجلس للإسلاميين الذين لاناقة لهم بالثورة ولاجمل وانشغلوا بتطبيق شريعة لايعرفون عنها شيئاً
كما تدحرج صولجان السلطة للعسكر لصوص الثورة الحقيقيين 
ولم يبق لنا نحن الثوار سوى مخاصيها المباركة !!


 وتذكرت عندما ضربت لى أمى اربع بيضات فى كوب كبير وانا اكره جداااااااا هذا المشروب الملزق الممزلق رغم فائدته التى تعددها لى أمى زوراً وبهتاناً
فهومشروب قبيح قحبانى لمن يعرفه 
وعندما حدثت معجزة السماء وسقط الكوب ببيضه المضروب نظرت له وقلت لها يا أمى لاتبكى على البيض المسكوب . 
 اللعنة يبدو أن البيض يطاردنى المأكول منه والمشروب
أليس لنا نصيب فى هذه الدنيا غيره أمقدورون نحن بحياة من البيض الأبدى ؟!
 لنا الله ياثوار مصر وتونس الحقيقيون لاتبكوا على البيض المسكوب فهكذا كان القضاء
ناس ليها العجل وناس نصيبها مخاصيه 

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

العشق رماد ....


على الأصابع السوداء بدأ العزف
خرج الصوت .. لكن صامت .. ساكت
أعاد المحاولة مع الأصابع البيضاء
أغمض عينيه وبدأ العزف من داخله فتحركت به أصابعه فخرج الصوت .. لكن أسود .. ظلام
السواد ساكت والبياض سواد
خلط بينهما .. فخرج الرمادى .. الرماد
تماماً كالصفحة الأولى كانت رمادية اللون !

العشق حياة .. والحياة دليل الموت
والبدايات رُسل النهايات ، والحزن أصيل ، والدموع هى الفرح حين تحترق الأجساد بنار روحها فتنساب الدموع ضاحكة لأن الروح لازالت تنبت .. لازالت تنضح .. زمى زمى يازمزم فإسماعيل عطشان والماء قليل وهاجر وحدها وليل الرمال موحش الظلام

تبت يدا أبى لهبٍ وتب .. وحمالة الحطب تتقن فن النار ، أشعلى الحريق فالدخان حبيس بصدر الإنتقام ، من يعشق لاينتقم !!
قالوا إنما نحن مصلحون !
يا ابناء العاصى بل أنتم تفسدون روح الحياة ، ياحقيقة الطين بدت سوءتكم ولن تستركم شجرة اليقطين
يونس فى بطن الحوت عارٍ والبحر قديم تحويه الظلمة والظلمة والظلمة فاكتملت فيه ثالثة الظلمات .. تباً للات تباً للات
ربة كفر وثنية
والتوحيد هو الصدق والصدق دليل الرحمات .. القسوة كفر
فلا تعتذروا اليوم قد كفرتم بعد إيمانكم

الخمر دارت بالعقول والمعجزات لم تكن يوماً هى الطريق ، من جوف البحر المشقوق واليم  قد صار طريق خرج القساة يطلبون عجلاً يعبدونه من دون الرب الطيب ودليل القسوة : ( إجعل لنا إلها كما لهم آلهة)
المعجزات لم تكن الطريق ..

أمر على الديار ديارِ ليلى أقبلُ ذا الجدارِ وذا الجدارَ
وما حب الديارِ شغفن قلبى ولكن حب من سكن الديارَ

لكل قلب كعبته ، سبعة أشواط للحزن والجمرات ثلاث رجماً للشيطان .. والشيطان هو الإنسان .. والإنسان خلف الجدران ينام
والعاشق قبـّـلَّ جدرانه .. العاشق قد عشِقَ  الشيطان !
ياللعار غادِرْ فردوسك يا آدم أخرى !
مقدور بسقوط وسقوط وسقوط ... الأرض ملت من سقطاتك والفردوس يلفظ ذاتك
من أين أتيت أيا مسكين وأى مكان يحويك ؟!
لا أرض تقبل وسماءك ماعادت تؤيك .. فتشظى سُكراً فالسكر سينسيك .

لكن الخمر حرام ..  والخمرُ من الكرْم
والكرْمُ صار كرْماً لأن السكر يصنع من بخل شحيحٍ سرفاً الخمر من الكرْم
 والكرْمُ كريم
فلماذا الخمر حرام وقد صنعت من قبح الطين حسن عطاء .
لكن الخمر حرام فلتبق حرام .

لا زال الماء يسيل .. والماء حياة الطين
وجعلنا من الماء كل شيء حى .
والحى من الأح والأح من النار
 والنار تنضج جسد الطين فيمسى حجراً والحجر يصنع جدران والجدران تحوى جسد حبيب
فحبيبى من طين والطين من الماء والنار .. الحب ماء والحب جحيم .. الحب هو الأضداد . والماء حياه والنار خراب
والحب حياة يتلوها خراب .. والكون حياة تختمه خاتمة خراب .
 فالعالم يتحطم يوماً ذاك الوعد الموعود فى التوراة وفى الإنجيل وفى القرآن ..
العالم يتلوه خراب
العالم كالحب إذاً .. حياة يتلوها حساب .. وأكثر هذى الدنيا مخلوقٌ من أجل النار فالإيمان قليل والكثرة للكفار
النار ستأكل حتى تضربها التخمة .. النار ستشبع  النار سترقص فرحاً حان الوقت لرقص النار
لكن الرقص منقصة للرجلِ وغواية تاء التأنيث
ياعشق  سترقصُ يوماً عُرياناً من أجلى .. فلمن ترقص بعدى يامسكين .. سيبقى الرقص رهين
والراقص كالعازف  .. أسوده صامت .. أبيضه يكسوه سواد
الراقص والمرقوص له لايملك أسود ولايملك أبيض لايملك غير رمادياً
ورمادُ العشق من رحم النار .. العشق هو ابن النار
مسكين ياولدى .. فلماذا تحزن حين تعودُ إلى النار
والجسر المنصوب على النار من أجلك كانت نصبته .. ستمر
 لايمكن أن تعرف فردوسك من دون مرور بالنار
العشق خاتمة الحيوات ..  العشقُ خراب
والعشق حساب
( إقترب للناس حسابهم وهم فى غفلةٍ معرضون)




الأربعاء، 27 يونيو 2012

ففعل ..

زوى عمرُ إلى جدارٍ منهدم  ، واضعاً كفهُ على جبينه ماسحاً وجهَهُ بألمٍ وقال :
اللهم إنى قد مللتهم وملونى  .. فاقبضنى إليك .
فقبضه .

الخميس، 21 يونيو 2012

...

اللهم إليك أشكوضعف قوتى وقلة حيلتى .. 
أنت ربُ المستضعفين وأنت ربّى ..

الأربعاء، 13 يونيو 2012

أيها العالم ليس ذنبى .. عليك بأمى !!



- فى مثل هذا اليوم ولدتنى أمى .
غفــر الله لأمى !!

- أين حضنك يا أبى .. ولدك خائف ، فاضمم عليه جناح الرحمة 

- الرب جواد


- قال لى صديقى لماذا اعتزلت التحرير ؟
قلت له : لأنهم يكرهون التحرير



-عندما نعشق بصدق تنفصل الأرواح عن أجسادها .. فتبيت الروح عند عرش الحبيب ويبقى الجسد أسير الحنين 
فالجسد فى غربة والروح فى وطن 

- اعتذر لمن ترك تعليقاً ولم أنشره هى ليست عادتى لكن من منا لايبدل عاداته ؟! لست مؤهلاً للرد وأنا والله أنسى التعليقات مفتوحة أحيانا فاقبلوا عذرى ولكم مودة

- قال لى : أنت لم تعد أنت !
قلت حقاً لأنى قد صرتُ هو .


- اتصل بى أحدهم وقال لى : لماذا لم تهاجم النائب السلفى المتهم بالفضيحة الأخلاقية ؟!
فملأ الحزن قلبى وقلت لاحول ولا قوة إلا بالله ، هل أصبحت أنا السهم الذى يرمى كل مايمس الإسلام
 واعتذرت منه بأنى لن أتعرض للأمر لسببين :
الاول : لقناعتى أن جُل هؤلاء لايمثلون دين الله وإن هاجمتهم فرح الشامتون بديننا وقالوا هاهم رجاله تتعرى سؤاتهم كل حين 
والسبب الثانى : أن شريعة الغاب تقضى بأن الذئــب لايَعَضُ أخاه !

- وحشتــنى أوى


- كنت على يقين بأنى حين اتم الثالثة والثلاثين فستحدث اشياء عظام .. وقد كان 
ففى ذلك العام شاركت فى صنع ثورتنا .. وفيه أدركت أن قلبى لازال يمكنه أن يخفق.. وفيه نشرت روايتى .. وفيه نزلت نازلة السماء 
ترى ماذا يحمل لى عام الرابعة والثلاثين .. ياله من رقم ضبابى بلامذاق ولاجرس يطرب .. لله الأمر 

- زارتنا عمتى بالأمس هى (بنت عم أبى ) أذكر عندما مات حبيبى جاءت عمتى وأقسمت بالله أن أبى زارها قبل موته بيومين وقال لها (جيت عشان اسلم عليكى قبل ما أموت ) وأخبرنى الشيخ أبوبكر كبير عائلة الجيزاوى أن أبى رحمه الله زاره قبل موته بأيام وقال له (تربة العيلة فيها مكان ولا اتملت ) فقال له ليس هناك سوى مكان واحد بالمقبرة ، فتبسم أبى وقال :
(الحمد لله يبقى ليا نصيب أتدفن جنب أبويا) . مات أبى بعد أن قام ثلثى الليل ونام ساعة ثم قام ليتوضأ لصلاة الفجر ..
كان الوضوء هو آخر عمله من الدنيا ، لازال بغرفة نومى علبة تحوى منديل به بقايا من دمه الطاهر وحفنة من تراب قبره فأنا جامع تذكارات الموت !
كيف عرفت يا أبتاه أنك راحل ؟ ولماذا لم تجزع ؟
يقولون أن المؤمنيين يشعرون بقرب أجلهم وهذا للمؤمنيين وحدهم .
إذاً سأموت  حين غرة !! 



- الحق أقول لكم .
أنا لا أعرف الحق 

- أنا لست متشائماً .. ولست متفائلاً
ربما أنى لستُ هنا حتى !


- ستحيا أمتى رغم كل شيء ستمر السنون وستسقط الأوثان وستعرف أمتى الإيمان وبعد الليل يبزغ الفجر وعصف الريح يتلوه المطر 
وخوف الفقد يجبره الأمل !! 

- انت وحشتى أوى يابويا وحشنى أنام فى حضنك وابوس ايدك واسمع القرآن بصوتك
يارب تكون فى الجنة يارب تكون فى أعلى الجنة يارب تكون مبسوط .. انت وحشتنى والله العظيم وحشتنى أوى



الــرب عطــوف .. الـرب عطـــوف .. الـرب عطــــوف 



الأحد، 27 مايو 2012

ليـتـني كنـتُ شجــرة ..





الحبُ فى قلب العاشق كالجنين .. له هزةٌ كل حيـن
لايشعر بوجعها إلا رحم العاشق .
نم ياصغيرى نـم .

..

- كم أغبط هؤلاء الساذجين الأبرياء .. المعرفة هى الجحيم
 أغمض عينـيـك لتـرى .. فالعالم خـُــدعــة .
ليتنى كنـتُ شـجـرة .


..


- كان روحاً حائرة بغير حقيقة كان محض فناء .. كانت روحاً أبدية السكون .. كانت موات 
فالتـقـيا
وسقى الحب رمادهما .. إزدهرت بقلبيهما براعم الحياة 
كـبـُـرا جداا .. عَـشِـقا جداااً .. ثم قتل كل منهما صاحبهُ
عـادا ميـتيّن


- إما أن تحلم فقط .. أو تحيا فقط ..
فالجمع بين الحلم والحياة صفقةٌ باهظة الألم

- ضع الفأس فى أصل الشجرة .. ولا تتردد فالموتُ قد يلدُ الحياة





- يا أيها الحبُ كفى .
يا أيها الحبُ لماذا تقتل النفس التى حرّم الله ؟!
يا أيها الحبُ أقسمُ لك : ستدخـُـلُ النــار .
..



-أخطأ من قال أن مصر وطنٌ يعيش فينا !
بل أنت وطنٌ يستعمرنا يامصرنا الحبيبة .. متى سنجلس سوياً لنعقد صفقة الجلاء ؟!




- أحبَّ الله العالم فخـلقه
أحب العالمُ اللهَ .. لكن عصــاه
كما قال أحدهم فى كل قصة حبٍ طرفٌ لايستحق صاحبه .!!


- أنا اتألم جداً .. إذاً أنا إنسان 
ليتنى كنت شجرة 
ليتنى كنتُ شجرة  




____________________________

الثلاثاء، 22 مايو 2012

ارقــد بســلام






أسدً تاه عن العرين ، بحثت عنه اللبؤات ، فتش الأسود كل مكان ، الشبل صغير لايعرف شيئاً 
نعاجٌ تثغوا .. رؤوس محنية تقتات خشاش الأرض ، انضم الشبل إلى تلك القطعان ، وكالأغنام أصبح يثغو لا يزأر 
وكالأغنام أصبح يخضع لايضجر ، وكالأغنام صار يغض الطرف وينتظر الذبح 
كبُر الشبل .. راوده حلمٌ فى الليل : إنهض حرر تلك الأغنام أعلن غضبك فى وجه الجزار لاتخضع يوماً للسكين ، تلك الأرض لكم ، اللبن بذاك الضرع لكم ، الصوف ليدفيء ليل البرد لكم ، واللحم لكم والعظم لكم، لاتخضع للجزار 


الشبل أصبح أسداً وأعلن فى وجه السكين : لا
ثار الأسدُ ، أكل الجزار 
وعاد لقطعان الأغنام يزف البشرى أن صرتم أحرار . 
نعجة بحثت فى الأرض بحافرها : ويحك قتلت الجزار فمن يرعانا ؟
 من يحملنا للكلأ ويقود إلى الماء خطانا ؟!
وخروف أرغى وأزبد: الجزار ماكان قبيحاً للحد .. فعلاما تأكله ولاترعى حرمته 
الهرج ضرب جمع الخرفان .. داس البعض على البعض .. واجتمعوا فى الليل وتم إبرام العهد : يتبرع كل منهم بشيء يملكه ويسيروا نحو السوق هناك ويشتروا جزاراً آخر !!
لايمكن للأغنام أن تحيا من دون الجزار .!
الأسد لازال الحلم يراوده : هاجم أطراف السوق وضرب مائدة التجار ، يدرك أن الغزوة تعنى دمه 
قُـتل الأسد ، وبآخر رمقٍ نظر لتلك القطعان : دمى لكم حتى لاتغدوا غنيمة ذاك الجزار 
فتقدم إليه أحكم رأسٍ فى الخرفان : أهدرت حياتك يامسكين فالخرفان لاتعرف إلا أن تبقى خرفان ، والخرفان لاتكره حتى سكين الجزار 
الخرفان تلعن من يرفع منها الرأس .. لأنك أسدُ فى الأصل يمكن أن تزأر .. لكن هل يمكن للماء أن يصبح نار .. هل يمكن فى وطن الليل أن يبزغ  وجه نهار .. الخرفان يرضيها أن تبقى خرفان .. فارقد  بسلام 



السبت، 19 مايو 2012

فــــــــــيـــــــض ..!







لو سُئل أهل الهوى من بعد موتهم ... هل فُـرجت عنكم مذمتمالكُرَبُ
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي ... لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى ... وإن بالدمع عين الروح تنسكب

__
المجنون (مقدورةٌ قلوب العشاق بالخلودوالألم)




مررتُ بدير فيه راهبة ، فقلتُ لها : هل هنا مكان طاهر أصلي فيه ؟ فقالت : طهر قلبك و صلِ حيث شئت .
__
ـــــــــــــــــــــ
البسطامي
(تعس عُبّاد المظاهر)





إذا عجزت أن تمنح الحب لمن تـحب ..فامنحه لمن تكره ولاتبالى ! 
فالحب طاقة إن عطلتها فنيت !!
___
محمد الجيزاوى




حينما أذهب إليــك .. أرحلُ عن نفسي
لكن حين العودة ..فإني لست أجــد نفســي أبــداً!
__________
جلال الدين الرومي ( أواه ياسالبى)







أحبوا حتى يُوجعّكم الحب فـلكي يكون صادقاً ينبغي أنَّ يُوجّع .
ــــــــــــــــ
الأم تريزا ( الآن أدركت ولأول مرة أنى ماكذبت)





ياحاملةَ النورِ بدربى ..غبتِ عنى فانطفأ النورُ بقلبى

__

محمد الجيزاوى


( مابين القوسين هو تعليقى على كلماتهم ،وما هومسطور باللون الأحمر فهو منى)


_________________________________________

الاثنين، 14 مايو 2012

العام الرابع .. ولازلت هنا أدوّن ..!!

(الصورة : كلمة لى فى حفل توقيع بمكتبة ألف لبعض الأصدقاء)


اليوم أتم عامى الرابع فى التدوين:
 ( وبهذه المناسبة أعدت نشر مقالات قديمة كنت حجتها منذ سنوات بعضها يعود للعام 2008 ، ربما يصدمكم مدى التحول الفكرى بين القديم فيها والجديد.. لابأس فكل شيء يتغير)
___________________


العام الرابع :
كان هذا العام غريباً لا أستطيع أن أقول سيئاً فقد عايشت فيه حقائق تركت أثراً أعمق مما كنت أتخيل أن تصيب من هو مثلى والحق أقول لكم لازلت لا أدرك علاما وكيفما ستنتهى توابعها على ذاتى !!


وكذلك هو عام ضبابى  تبدلت فيه كثير من المباديء على كل الساحات وسائر الأصعدة سواء ممن ثاروا أو ممن قطفوا ثماراً لم تغرسها أياديهم
فكفرتُ بما كنتُ اعتقد ..واعتقدتُ فيما كنت أرفض 


فيه تم نشر روايتى (فى صحتك ياوطن ) وكان لها صدى كبير ولله الحمد وما من أحد قرأها إلا شهد لها واجمعت الآراء على أنها لايمكن أن تكون عملى الأول ..
 لله المنة أولاً ثم لرفاقى الذين ساعدونى ووجهونى ثم لقلمى الذى وثقت به وأعددت له عدته ليخوض ذاك الغمار ولازلت أدفعه على ظهور الأفراس ينتقل من ميدان لآخر ومن سبق لسبق ورهانى عليه إما أن يحوز القصب . أو ليصمت للأبد 


أنا لست فى مستوى كثير من ادباء عصرنا (الآن) لكن قامتهم مع كل تقديرى لاتحُد طموحى ولاتمثل لى سقفاً ولاحتى قدوة ..
فأغلبهم يحسن فى عمل ويسيء ويتهافت فى أعمااال ، حتى أننى أصبحت أرتعب من تلك الظاهرة - ظاهرة العمل الأول الكبير- ثم تليه تفاهات ..
 فمن يقرأ رواية (عزازيل) ليوسف زيدان يقسم على التوراة والإنجيل والقرآن أنها من اعظم ماعرفت الأقلام وأرفع ماكتب الأدباء .. ثم إذا طالع بعدها ما يسميه رواية (ظل الأفعى) يقول ماهذا الهذر والسخف كيف تجاسر على تسمية بضعة رسائل بانها رواية .. ثم يقرأ النبطى فتتقرح عيونه ويحمر فخذه من كثرة التنقل والتصوير الممل والمحتوى المتهافت ناهيك عن أنها كانت غمزاً لرسول الله فى أكثر من موضع ودس للسم فى العسل بتصوير فتح مصر على أنه غزو طغاة .. ثم جاءت ثالثة الأثافى والطامة الكبرى فى سقطته التى يسميها رواية (محال) غاية فى الضعف والتردى لغة وفكراً ومنهجاً .
 ليس تكبراً ولاغروراً لكن كما قال يوسف النبى عن نفسه ( إنى حفيظ عليم) وأنا رجل تنازلت عن كل أحلامى فى هذا الكون وعشت فيه كغريب وليس لى أمنية إلا هذا القلم اصنع به ميراثاً لأبنائى من بعدى ولذا عاهدت نفسى مالم يكن كل عمل لى أعلى من صاحبه فإنى سأعتزل القلم ولا أبالى 
قال لى كثير من ذوى الرؤى الثاقبة الذين اثق بنظرتهم العبقرية أن روايتى ولله المجد كانت افضل حتى من كل الاعمال التى وصلت للقائمة القصيرة فى جائزة البوكر ..
 وقد قرأت بعضها فوجدتها محاولات جد متواضعة 


وهنا  لو تذكرون فى شهر مايو من العام 2010 كتبت مقالاً ختمته بقولى بأنى سأعتزل قليلاً مدونتى لأتفرغ لكتابة روايتى الأولى 
وقد كان .. فبدأتها فى 21 مايو وانتهيت منها فى 9 يونية فى  ثمانية عشر يوماً بفضل الله انتهيت من كتابتها ومن له علم بعالم الروايات يدرك أن هذا رقم أكثر من قياسى لأن البعض يكتب روايته فى سنوات 


وهاهنا وبتلك المناسبة الاحتفالية بعامى الرابع اقول لكم اصدقاءى الاعزاء .. أننى سأبدأ فى روايتى الجديدة خلال أيام قلائل 
اسأل الله أن تكون كما أرجو لأنها تمثل لى تحدياً كبيراً على أثره سأحدد إذا كنت سأمارس كتابة الرواية أم اعتزل بشرف 
كل عام وانتم بألف خير 
تحياتى للجميع

المجد للذئاب .. والحزن أيضاً ..!!





متى تستجيبُ السماء
____________________
.
تكرهون الذئاب لكنها طالما أثارت حنينى نحو ذاتها
أعشق وحدتها الدائمة فهى لا تحيا فى قطعان كالماشية بل كل منها يحيا منفرداً يتأمل عالمه
هى لا تحيا لتأكل بل فقط تأكل لتحيا
أما رجائها فدائما هناك صوب السماء ، دائما تلقى ببصرها وتستصرخ السماء فى كل ليل
وفى يوم مولد الذئب ولدتنى أمى .
.
على حدود الزيف يتألم وجه الحقيقة وتحت سياط الألم يصرخ الرجاء وبين أنياب الظلماء يحتضر النور
عندما تمتد الايادى  تستبقى الأمل كى لا يرحل ، بعدما أيقنت به القلوب وآمنت به الضمائر ، فتأتى مناجل القسوة لتقطع الأيادى العاشقات والأنامل الحالمات فيسقط الأمل ويخون عهد الرجاء


عندها تكفهر الوجوه وتقسو العيون وتحتد المشاعر ونغدو غيرنا لأنهم رفضوا أن نكون ذواتنا
وساعتها سيذوقون نكهة الذئاب فى لحظة الغضب


نحلم فى الليل من دون نوم .. فقط حلم القلوب بأن تصل إلى مرافيء السعادة وأن نسكن عيون الأمانى لكن حالما يرسل النهار فرسان الضؤ فيعلنون حظر تجول الأحلام ..فتخضع الروح فى أكفان الجسد لتسمع ما لاتحب .. وترى ماتكره ..  وتصدق ما كانت تكفر به دائما .!!
وعندما يطول الإنتظار وتتراخى أنامل العزيمة وتسقط قبضتها من فوق سلاسل الوعود ساعتها نستشعر الضعف ونحيا فقط لأننا لا نعرف كيف نموت


وساعتها سيعرفون كيف يتجول ذئب هزمته جيوش اليأس
عندما يمر الوقت يضيع الألم وتتلاشي معه الذكريات ..
لكن ليس الألم والذكرى وحدهم يرحلون بل يحملون معهم اليقين فلا نعود نشعر بفرحة شيء ولا نعود نأبه لتحقيق هدف وتتجمد مشاعرنا فى عروق باردات ويسجن حبنا فى بئر عميقة مظلمة
حتى يغدو هيكلاً مترمماً نبصره ذات ليل فنقول كان هاهنا قلب لكنه لم يعد .


 أيها الأمل الراحل عنى أيقنت برحيلك  وآمنت بحكم المقصلة
وما تشبثى بك إلا تشبث من يكره الموت فى جوف البحر يصارع الأمواج وهو يعلم انها مهلكة له


كنت فى صغرى أرقب النجوم ليلاً وكانت تلك عادتى طول الليالى
فتخاف أمى من وحدتى فى الليل منفرداً أعلى منزلنا بغير سقف يظلنى ولا رفيق يؤنسنى
فتقول لى : كن ياحبيبى معنا نم فى حجرتك تسامر معنا ولا تعتزلنا
 كنت أبتسم وأقول دعينى يا أمى ولا تخافى
فأنظر للنجوم وأسأل ترى من منا أكثر سعادة : حبيسُ الأرض أم حبيسُ السماء ؟!!


فأظل أرسل لنجومى وميض فكرى  .. وهى ترسل لى رسائل ضؤها.. حتى تفصل بيننا قطعان الغمام غير أنى ونجومى نظل نتطلع لنلمح وجوهنا من جديد تتحدانا الغمامات الحمقاء غير أن صبرى لا ينفد وصدق النجوم لاينتهى .. وبعد هنيهة ترحل الغمامات حاملة أسراها من ذرات الماء التى أسرتها اشعة الشمس فى معركة النهار قبل أن تلقى بها من أسوار السماء عبر أمطار الشتاء
وأعود لنجماتى أناجيها فى صمت له ضجيج المعانى ثم اسأل نفسى :
 رباه لماذا كل ما أعشقه حقا لا يكون إلا بعيدا جداً كبعد السماء ؟!
 رباه هل قدرى ذاك الشقاء كلما عشقت قالوا لى : إلزم حدك أيها المجنون فأسرى الارض لا يعانقون أبدا أسرى السماء


تحضرنى الآن أنشودتى المفضلة (أرى كبرياءاً فى لون السماء وومض النجوم وُبعد المسير)
مرت السنون ياأمى ولا زال قلبى معلقا أعلى منزلنا لأن من كان جرحه فى قلب السماء فلن تداويه أيادى الأرض
 كم أفتقد يدك الرحيمة يا أبتاه لتمسح على وجهى كما كنت تصنع ثم تتلوا القرآن وانت تضمنى لصدرك ساعات طوال حتى أغفوا بين يد آيات الكتاب وأنفاس صدرك الطاهر
لازال بقبضتى بقايا من تراب قبرك ومنديل به آثارٌ من دمك الطاهر
يا أبتاه
أستنشق عبقك فيهم لترتحل حياتى فى موتك فنلتقى على الجسر بينهما
فما أمانينا إلا جسر بين الموت والحياة
هناك صوب السماء يقبع كل أحبابى وكل أمنياتى فياليتنى أرتحل للسماء 
أو ليتها ترسل من يحملنى إليها
...