الثلاثاء، 22 مايو 2012

ارقــد بســلام






أسدً تاه عن العرين ، بحثت عنه اللبؤات ، فتش الأسود كل مكان ، الشبل صغير لايعرف شيئاً 
نعاجٌ تثغوا .. رؤوس محنية تقتات خشاش الأرض ، انضم الشبل إلى تلك القطعان ، وكالأغنام أصبح يثغو لا يزأر 
وكالأغنام أصبح يخضع لايضجر ، وكالأغنام صار يغض الطرف وينتظر الذبح 
كبُر الشبل .. راوده حلمٌ فى الليل : إنهض حرر تلك الأغنام أعلن غضبك فى وجه الجزار لاتخضع يوماً للسكين ، تلك الأرض لكم ، اللبن بذاك الضرع لكم ، الصوف ليدفيء ليل البرد لكم ، واللحم لكم والعظم لكم، لاتخضع للجزار 


الشبل أصبح أسداً وأعلن فى وجه السكين : لا
ثار الأسدُ ، أكل الجزار 
وعاد لقطعان الأغنام يزف البشرى أن صرتم أحرار . 
نعجة بحثت فى الأرض بحافرها : ويحك قتلت الجزار فمن يرعانا ؟
 من يحملنا للكلأ ويقود إلى الماء خطانا ؟!
وخروف أرغى وأزبد: الجزار ماكان قبيحاً للحد .. فعلاما تأكله ولاترعى حرمته 
الهرج ضرب جمع الخرفان .. داس البعض على البعض .. واجتمعوا فى الليل وتم إبرام العهد : يتبرع كل منهم بشيء يملكه ويسيروا نحو السوق هناك ويشتروا جزاراً آخر !!
لايمكن للأغنام أن تحيا من دون الجزار .!
الأسد لازال الحلم يراوده : هاجم أطراف السوق وضرب مائدة التجار ، يدرك أن الغزوة تعنى دمه 
قُـتل الأسد ، وبآخر رمقٍ نظر لتلك القطعان : دمى لكم حتى لاتغدوا غنيمة ذاك الجزار 
فتقدم إليه أحكم رأسٍ فى الخرفان : أهدرت حياتك يامسكين فالخرفان لاتعرف إلا أن تبقى خرفان ، والخرفان لاتكره حتى سكين الجزار 
الخرفان تلعن من يرفع منها الرأس .. لأنك أسدُ فى الأصل يمكن أن تزأر .. لكن هل يمكن للماء أن يصبح نار .. هل يمكن فى وطن الليل أن يبزغ  وجه نهار .. الخرفان يرضيها أن تبقى خرفان .. فارقد  بسلام