رسائل بالحبر السرّى
الرسالة السادسة
نهرٌ يبحث عن بحره
_______________________________________
_____________________
نهرٌ أنا ياحبيبى تمتدُ ضفائرى على وجه الصحراء وتتبعثر خصلاتى بين الصخور
فمتى تأتى كى أمنحك شعرى غطاءاً لك وحدك
قالوا بأنى إمرأة إذا مست أناملى موتى القلوب دبّتِ الحياة بعروقهم
قالوا بأن عيونى مصائدُ هوى ... من وقع فى شباكها فلا فكاك له ...وإن جاءه المخلصون رفض الخلاص وقال بل ها هنا أموت هانئا
غير أنهم لم يلمحوا الحزن الدفين بين مقلتىّ لم يعلموا بأنى أخبئك بين أهدابى وأنى بك أبصرهم
فأبصرهم صغاراً... ظِلاً غير رطب... أشجاراً غير مثمرات .... مظلمون حد العماء
لأنك وحدك نورى الذى به أبصرت أنى أبصِر..... وقبله كنت أرى بغير بصيرة
كنت أرى الشراك فأقع به .... فجئت أنت فعلمتنى كيف أخطو بين أشواكهم لأنك منحتَ نفسى طهر نفسك
غير أنى لا زلت أجرى ويسيل مائى نهراً دفوقا يبحث عن مأواه فلا يجد
قد جُبتُ فيك كلَ الصحارى لأنهم وصفوك لى بأنك بين الصخور هناك ترقد فهرول نهرى إليك راقصاً
فشربت رمالُ الطامعين مائى وأمتص حرورهم رحيق شفاهى
وصارت خُطاى إليك هزيلة متئدة أترنح بين جنبى جبالهم التى تحجب الشمس ...!!
فيظنون أن ترنحى رقص الغواية
ولا يعلمون أنها رقصة السقوط الأخير
أحمل مائى إليك لأنى عندما نبعتُ من أقصى الأرض العاشقة رأيتك فى نومى حلماً ولما جائت الأمطار لتضع كفها على رأسى لتتلوا رقية السماء حتى تحفظ مائى من مس الشياطين
عندها رأيتك أيها الحبيب تقف ماثلاً تلوح لى وأنا مغمضة العينين أستمع إلى تراتيل السماء ورُقَاها الأبدية
فعرفت أنك قدرى
غير أنى لما فتحت عينى لم أجدك حولى فبعثرت فى الريح شعرى ومزقت كل الخِرَق من فوق جسدى العاجى
وبدى عنقى كبرج بابل القديم
وضاع فى الهواء عطر جسدى فأسكر بالعشق رؤوس الجبال فتحاكت بجمالى إلى الريح عندما يعتنقان فى ظلمة المساء فبثت الريح سرّى لذرات الرمال وهى توشوشها حينا فى صمت الليل وهى تصرخ بها حينا فى غضبة الإعصار
فترصدت الرمال لى كل طريق
كلما سرتُ إليك تنهش جسدى بمخالبها الناعمات وتسرق ما خبئته لك وحدك
وتعبث بضفائرى ولك أنت كنت جدلتُها
فأين أنت ياحبيبى ؟؟؟
أين أنت يابحرى ألستُ نهرك َ فمتى ألقاك....... لاُلقى على صدرك كل ألآمى وبقايا أحلامى وأغمض عينى مرة أخرى لأراك كما رأيتك عندما كانت السماء ترقى رأسى فى وعدها الأول
وأخبرتنى بأنك بحرى
وهل نهر يلقى سلاف شفاهه ِ إلا بشفاه البحر
فمتى تقبل شفة عذوبتى صدر موجك
لأرتحل فيك إلى الأبد
بقلم
_____________________
نورالدين محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق