الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

الهاتف الذى تحاول الإتصال به ..لن يرد




الهاتف الذى تحاول الإتصال به .. لن يرد (قصة قصيرة)
__________________________

امسكت الهاتف وعاودت الإتصال :
الهاتف يرن للمرة الأربعين ولايرد ..!
لعله نائم ..!
لعله خارج المنزل ونسيَّ هاتفه ..!
لابأس .. سأعاود الإتصال بعد قليل .. حتماً سيــرد


-دائماًكانت تعطيه الحجج بالمجان وتتدرع بالأوهام لتخبيء حقيقة واحده تعلمها جيداً : هو لايحـبهـا
جلست تتلو على نفسها كل تفاصيل الحكاية .. فأصابتها الصدمة لاتوجد تفاصيل لتلك الحكاية ..ليست هناك حكاية !
اسئلة قاطعة تسددها لذاتها ثم تقدم لها أجوبةً مائعة مخنثة الجواب هكذا كان طقسها كل ليلة :
* هل يحبنى ؟
لا أستطيع أن أقول لا .. ولاأستطيع أيضاً أن أقول نعم 
ففى أكثر لحظاتنا حميمية كان يبدأ جسدى عندأطراف شفتيه وعندهما ينتهى ، يبدأنى بقبلة غاضبة وينتهى منى بقبلة تربت على كتفى ولاتربط على قلبى 
وبينهما يطبع قبلاته فى كل مكان ، يفاجئنى بطرقٍ غريبة وشاذة للمضاجعة ويردد دوماً كلمات من قبيل :
أشتهيك .. أعشق شفتيك ..جسدك يلهمنى .. استدارة نهدك مربكة .. حلماتك مراوغة .. أنفاسك تحمل نكهة الحشيش الأفغانى
لكنه أبداً لم يقل لى - أحبــك -  لماذا لايقول أحبك لو كان يحبنى ؟!
لا.. لكنه قال أنه يعشق شفتى وهذا يعنى أنه يحبنى .. حقاً هو لم يقلها واضحةً لكنه قال -أعشق شفتيك - أليست شفاهى هى بعضى بالنهاية وهذا يعنى أنه يحبنى بطريقة ما !
السؤال يستبد ويتسيد .. والإجابة تخضغ وتتخنث .. تعيد المحاولة فلا زال بجعبتها مزيد من الأسئلة يمكن ان تقهرها بأجوبة قاطعة :

* هل يغويه جسدٌ غيرى ألست الأفضل لديه دوماً ؟
- تبسمت .. هذه المرة تشعر أن الجواب سيكون بصفها وستهزم الأسئلة الطاغية :
جسدى خارطة سرية تدل عليه حيثما كان وتحدد تاريخه معى بدقة لايضل من يفك شيفرتها .. فخربشاته فى كل مكان تشى بمروره ذات مساء على تلك الأرض البكر الخصبة
عضته على نهدى لازالت تؤلمنى منذ ثلاثة أشهر تاركةً ندبة زرقاء بإحمرار .. أتحسس موضع العضة أداعبها بسبابتى والوسطى فيتجلى لى وجهه الهاديء كأنما أستدعيه بكلمة (سمسم) كم أعشق وجهك ياحبيبى ذاك الذى لايشى بهمجيتك أبداً ، يالك من كذاب كبير ياحبيبى .. لستَ ذاكَ الرصين الذى يعتقدون .. أنت فاسق الفراش ..جاريتك الأثيرة أنا 

تكاد الإجابة أن تنتصر .. أوشكت أن تُجهز على السؤال الملعون .
لكن تلوح فى الأفق خيوط حقيقة أخرى تتجلى لها كليل يزحف على روح النهار ببطء حتى يكفنه ويشيعه لمقبرة الظلام 
عيونه حزينة دوماً عند المضاجعة ، عندما أرفع وجهه عن صدرى أرى غيامات الدموع تغطى عيناً أعشقها ، أنفاسه مرهقةً وهو يمسح وجهه ببطنى ، يشرب من سرتى لكنه أبداً لايرتوى ، ووسط المضاجعة وبلامقدمات ينزع سره من سرّى ويلقى ظهره لوسادة عالية يراقب السقف ويدخن سيجارة بشره كأنما يمتص روح الدخان ، أحدثه لايسمعنى .. اُساءله فلايرد جواباً ، يطفيء سيجارته وينغرس بى ليطفيء ناراً أخرى تحرق روحه بغير دخان .!!
لوكان يحبنى ويجعل جسدى مسرحاً لعشقه فلماذا لايحدثنى لماذا لايقبل منى كلاماً وهو يظللنى بجسده المتصبب ؟ 
لماذا يضع أصبعين على شفتىّ ويقول : هُشششش
اللعنة عليك ياحبيبى ، كم أكرهك وأكره جسدى أنت لاتضاجعنى ، بل تضاجع أخرى هنا غيرى .. تضاجعها بى أنا 
تصلبها بين نهدىّ ، تدفنها بسردابى .. ثم تغيب عنى شهوراً طوالاً بعدما تسقطها عندى وتتخلص منها بداخلى 
جعلتنى محظية ، وأحلت جسدى حبة نسيــان .!
لكن هو يعود فى النهاية ، هودوماً يعود لى .. يعود عندى .. أليس هذا يعنى أنه يحبنى أو يريدنى 
سقط الجواب مرة أخرى وفاز السؤال المفزع ، بقى سهم أخير بجعبتها لتسدده وتستريح من يدرى فالراحة تأتى دوماً فى الخاتمة :

هل سأتركه يهين كبريائى .. هل أبقى محظيته التى يمنحها ساعةً كلما هدّه الشوق إليها -لا- إليّ ؟
هل أبقى عاجزةً عن إتخاذ قرار أخير ؟
- كان هذا دوماً هو السؤال الأكثر قسوة على نفسها ، مهدودة الإرادة ، مكدودة الوجدان ، روحها تتشظى تتناثر قطعاً من نار كلما لاح لها خاطر حرمانها الأبدى منه ، 
هل تظل عشيقة له فى الظلام وعلى بابها يقف ألف طالب يتمنونها زوجة وسيدة لقلوبهم ؟!
لماذا هو وهو فقط من يحييها بأنفاسه ، لكنه لايحيـيها إلا فى الثلث الأخير من الليل فهو يوماً لم يطأ فراشها إلا فى المساء ولايتجلى وجهه إلا فى الظلام .. هوكالقمر .. هو كالبدر 
لا بل هومصاص دماء ترعبه الشمس !
ليته يعضنى عضة أخيرة يحملنى فيها بجوفه فلا يخرجنى أبداً ليته يمتصنى برشفة ليته يشهق بى ثم لايزفرنى أبداً 
لكن هو حتى لايسمح لى أن أحبه كيف شئتُ بل يريدنى كيف شاء هو !
كم غضب عندما قلت له " أعشق رائحة جسدك فلاتتعطر أرجوك أبداً " لماذا نهرنى بقسوة : إياكِ أن ترددى هذا القول مرة أخرى .
وعجبت من فعاله التى لاتنفك عن العجب ، حتى أدركت سره بأقصوصة صغيرة بجيبه دَوّن فيها شوقه لها وليس لى
" اشتقتك ياعظيمة المقام أما حملك الشوق لرائحة جسدى أما كنتِ ترتعشين بكلمات طالما بُحتِ بها : أعشق رائحة جسدك وأعرف بصمتها، فمتى تمنحين روحى السلام" .

ياإلهى لماذا هذا الظالم من دون الناس عشقته ، لماذا يقسو عندى ويلين عند غائبة عنه 
حتى أنه يكره أن أردد كلماتها كأنما ستتدنس بأذنه حين تخرج من بين شفاهى أنا 
اللعنة عليك وعليها وعلى حبٍ  تقف كلماتى عند حدود كلماتها فيه
اتخذت القرار .. سأغادره وللأبد .
دلفت لحمامها وأنهمر الماء على جسدها يطهره من قلقها الطويل وينسرب لروحها يغسلها من عشقٍ مُذل
الماء مريح للأعصاب وللقلب وللجسد أيضاً .. يمحو أثر بصماته عن صدرها .. يزيل خربشاته عن ظهرها وبقايا ريقه العالق بسرتها 
تطهرت .. وابتسمت .. وخرجت عاريةً تتدحرج خيوط الماء من خصلاتها فوق وادٍ ناعم ينتهى ببحيرة رائقة صغيرة بوسط بطنها 
استلقت على سريرها .. القت ناظريها نحو الشرفة ، نزل الظلام يغطى دموع الستائر وحملت الريح أنفاسه من بعيد
فاغمضت عينيها وشربت نَـفَـسَـه ببطء ونشوة 

أمسكت الهاتف وعاودت الإتصال :
الهاتف يرن للمرة الأربعين ولايرد ..!
لعله نائم ..!
لعله خارج المنزل ونسيَّ هاتفه ..!
لابأس .. سأعاود الإتصال بعد قليل .. حتماً سيــرد
_______________________________________

هناك 9 تعليقات:

غير معرف يقول...

في كل مره أقرأها أكتشف فيها المزيد من السحر..
قليلون هم من يستطيعوا التعبير عن المرأة خاصة في دائرة الصراع الأبدي بين الكرامه و العشق.

صباحك في روعة حرفك

(N)

غير معرف يقول...

اعرف انك شحص عصبي للغاية، ولذلك ساكتب التعليق بغير معروف
بالنسبة للقصة التي رفضت فى المسابقة، اعترف ان ذلك الحكم لم يكن عادل رغم عدم تخصصي الادبي، وتكفى قراءة بسيطة لمعظم القصص الفائزة، كلها الا اقلها غاية فى الضعف والضحالة.

اما بالنسبة لتكبرك على اراء لجنة التحكيم ورغم كلامك المهذب الكثير الا ان به قدر عظيم من الغرور الذى هو افة اى مبدع، لما لا تتعامل مع رأيهم (كأنه) رأى صحيح، ربما لو فعلت ذلك وانت شخص موهوب، يستفزك ذلك اكثر وتجود اعمالك اكثر وتصبح الحصان الرابح امام نفسك قبل الاخرين.

الانسان الذي لا يتقبل الهزيمة هو الضعيف، وقد رأيت ذلك فيك بعد مسابقة الصاوي وبعد هذه المسابقة، صدقنى لا اتهكم عليك، ولكني ادعوك للنظر للأمر بمنظور مختلف يجعلك تبدع اكثر وتحبط اقل

تحياتي

نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...

(n)
_____________
اهلا بك لك جزيل الشكر والتقدير
بين العشق والكرامة تتجلى لعبة الكراسى كل منهما قد يسبق صاحبه مرة لكن شريطة الحب الناجح ألا يهزم أحدهما الآخر
يسبقه نعم يهزمه لا لأنه اذا سقط احدهما هنا نفقد بشريتنا
صباحك عطر

نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...

غير معروف
____________
أولا أهلا بك أعتذر إن كان قلمى وردة افعالى حملتك على تظليل شخصك .. هذا يعنى أنى على خطأ ولا شك لأنى حملتك على مثل هذا

ثانياً : صدقنى اقسم لك أنا ماكنت لأشارك فى هذه المسابقة ليس تسفيها ولا تعالياً لكن حقاً لم أكن انتوى وفقط وضغط علي المقربون ففعلت . ولو وجدت أن الاعمال المقدمة والناجحة تستحق لرفعت قبعتى كل احترام والدليل أن خاطرتى التى نجحت قلت وبكل بساطة انها خاطرة ضعيفة ولاتستحق النجاح
وأنت نفسك أقررت أنها لجنة ضعيفة قبلت أعمالاً لاتمت للأدب بصلة العمل الاول الحائز على اعلى تقدير هو بالاساس ضرب من التخبط اللغوى والتشبيهات العرجاء والجمل السقيمة التى تخالف لغة العرب ولسانهم والقصة الثانية على التوالى هى خاطرة بكل معنى الكلمة ولا ادرى كيف تم وصفها بقصة .. والغريب أخى الكريم أو اختى لابأس .. أنك كلما نزلت فى الترتيب سترى المستوى يرتفع لا اقصد قصتى فهى مستبعدة بالاساس لكن حقا ابهرتنى كثير من الاعمال لروعتها وصدمنى تقييمهم المختل والمعتل لهذه الأعمال .

أما عن الصاوى ولست هنا فى محل دفاع فالحق أقول لك لقد جاءت المسابقة فى ابشع فترة فى حياتى كنت شبه منهزمٍ نفسياً فى كل شيء ويبدو انك متابع هاهنا وبنظرة بسيطة على ماكتبته فى تلك الفترة ستدرك مدى الاضطراب الذى مررت به واحسب أن والحمد لله تجاوزته وإلى غير ردة

أنا اتقبل نقدك الكريم واشكر شخصك المتزن ولم يزعجنى وصفك بل أنت على صواب وسأسعى لتصحيح هذا المسار
اجمل تحياتى لشخصك

غير معرف يقول...

اذا ما اعترف الكاتب بأن قلمه هو ذاته فهذا اعلان لا رجعة فيه بأن القلم هو الرقيب بمعنى يثبت ان الذات التعبيرية لأي فكر فلسفى او ابداع أدبى سواء في الفلسفة او الأدب هي السقف المعنوى المرن الذي يحتكم اليه الكاتب في نثرياته وبلا قيد بالاضافة الى انه يجمع ما لا يخالف الفطرة مع الحرية المباحة في تجاوز حدود العرف في النص المكتوب على اعتبار ان الذات تهيمن على النفس وعلى العكس من ذلك فهى تماما تنسجم مع الروح وعند ذلك يكتمل المضمون دون الحاجة للتصريح المطلق لتصل الفكرة مرفقة بنضج قابل للتقيم الجيد او الممتاز او متكامل الاستيعاب تبعا لقدرة المتلقى على التذوق باشكاله الغير قابلة للحصر , تحياتى أستاذ الكاتب محمدالجيزاوى مع كل التوفيق ولاء المصرى

نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...

ولاء المصرى
___________
بداية أحييك على اسلوبك الراقى ولغتك المتينة
الحق أقول لك إن مسألة الذات التعيرية وانسجامها مع الفطرة والعرف والمألوف هى أمر نسبى بالأساس
وقد يكون مألوفك مخالف لما آلف وقاعدتك العرفية مخالفة لأعرافى وعليه سنجد أن هناك مساحة أخرى أكثر مرونة فى التعبير بين قلم وآخر وهنا يتولد الأدب ويتسع المداد ليشمل ويتمدد بغير قاعدة تحده
العرف الوحيد الذى أعرفه واعترف به هو أن يكون ماظاقدمه ماتعاً لعين الأدب
وبعد هذا فلاتثريب على قلم
تحياتى وتقديرى واحترامى

ابراهيم رزق يقول...

كان نفسى اقرأ القصة دى قبل كتابة البوست لكنك ـاخرت على
و بما انى كنت مستفزا جدا فالبوست كان سيكون اكثر عنفا و سيكون كله ضد هذه اللا لجنة التى لا اعرف اى شخص فيهم و لم اسأل
بعد قراءة القصة لا اجد غير تعبيرا واحدا
لو كان الجهل والتخلف رجلا لقتلته
يخرب بيت التخلف

القصة رائعة

تحياتى

غير معرف يقول...


القصة رائعه وفوق الممتاز ه ففيها كثير من المشاعر المتناقضه والمختلفه التى يعيشها كثير من النساء وايضا الرجال فهى مرءاه ترى فيها كل سيده تعيش من اجل راجل من اجل حب فى دائره مظلمة لا ترى فيها ظلمها لنفسها حتى لو كنت سعيده بعض الوقت لعل هذه القصة تكون سبب فى الخروج من الدائره والكف عن الظلم والنظره الى المستقبل فيجب ان تنشر هذه القصه الى النور حتى تساعد على اتخاذ القرار واحيك ايها الكاتب الذى امنحك لقب ملك الاحساس لانك استطعت ان تكتب بقلمك ما تشعر به سيده فى داخلها بكل الالم والحب والاحتياج والرغبه والرفض والتمنى انها بالفعل اكثر من ممتازه وبالتوفيق
...
شيماء حسن